responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 117

الغرّار الفتون، بل إنّما أشكو بثّي و حزني إلى اللّه و أعلم من اللّه ما لا تعلمون. ثمّ إنّي و إن كنت في تلك الأحوال مبتلى بالضرب و الحبس و غصب الأموال، إلّا أنّ اللّه تعالى- بمنّه و طوله- تفضّل عليّ بحفظ العرض و الحيوة و الإيمان، و بقاء بعض الأهل و الأولاد و الإخوان، و نزر من الأقارب و الخلّان. و كنت قد حمدت اللّه ربّي في خلال تلك الأحيان راجيا من اللّه سهولة المخرج، متمسّكا بذيل الصبر، فإنّ الصبر مفتاح الفرج، محتسبا من اللّه الأجر، مفوّضا إليه كلّ أمر. لكن لما تعسّرت في أصل البلد إقامتي لكثرة الشدائد و الدواهي، ترحّلت إلى بعض القرى- يعني به خاتون آباد الّتي هي على فرسخين من إصبهان- في جمع من إخواني في الدين و خلّاني المتّقين- خلّد اللّه ظلالهم و كثّر أمثالهم-. و لمّا كانت تلك القرية آمنة مطمئنّة يأتيها رزقها رغدا من كلّ مكان اطمأنّ فيها قلبى بعض الاطمينان. فحمدت اللّه سبحانه ثانيا، و أقمت فيها متوكّلا عليه. لعلّ اللّه يحدث بعد ذلك أمرا. و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكلّ شي‌ء قدرا.

هذا آخر ما يتعلّق بالمقصود من الإجازة المبسوطة المذكورة.

و قال الفاضل الآقا هادي في ذيل ما نقله عن بعض التواريخ المعتمدة من أنّ الأسعار غلت بمصر سنة 465، و كثر الموت، و بلغ الغلاء إلى أنّ امرأة تقوّم عليها رغيف بألف دينار. و سبب ذلك أنّها باعت عروضا لها قيمتها ألف ألف دينار بثلاثمأة دينار، و اشترت عشرين رطلا حنطة. فنهبت من ظهر الحمّال و نهبت هي أيضا مع الناس فأصابها ممّا خبزته رغيفا واحدا: و أقول: إنّ من حضر وقعة إصفهان من مخاذلة أفغان و محاصرة هذا العام، و هو سنة أربع و ثلاثين و مائة بعد الألف، و شاهد ما جرى في ثمانية أشهر من شدّة الغلاء حتّى أنّ منّا من الحنطة- و هو ثمانية عشر أرطال بالعراقي- بيع بخمسة توامين- و هو ألف درهم- ثمّ نفدت الحنطة و الارز و سائر الحبوبات، و انتهى الأمر إلى اللحوم، فمن الغنم إلى البقر، و منه إلى الفرس و البغل ثمّ الحمير ثمّ الكلاب و السنّور، ثمّ لحوم الأموات، ثمّ قتل بعضهم بعضا- ابتغاء لحمه- و ما وقع في طيّ ذلك من الموت و القتل حتّى أنّه كان يموت في كلّ يوم‌

اسم الکتاب : روضات الجنات فی احوال العلماء و السادات المؤلف : الموسوي الخوانساري، محمد باقر    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست