responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 68

وقد يمنع من هذا النوع من الجهاد من ناحية الشرع و أخرى من ناحية العقل اما المنع منه من ناحية الشرع فمن جهة الأدلة الدالة على حرمة إلقاء النفس في التهلكة ولأدلة(لا ضرر ولا ضرار)و الجواب عن ذلك من حيث الصناعة واضح فان هذه الأدلة عامة و أدلة الجهاد أخص منها و الخاص مقدم على العام ومن حيث منطق الواقع بأن الضرر و التهلكة في سبيل تحقق الصالح العام لا يمنع منه الإسلام فالحدود قد شرعها الإسلام مع ما فيها من التهلكة و الضرر لما فيها من المصلحة العامة من حفظ النفوس و محاربة الجرائم.

و اما المنع من الجهاد المذكور من ناحية العقل فقد ذكر بعض منتقدي الإسلام ان هذا الجهاد يتركز على جعل السلطة و السطوة على الغير و حرمانهم من أهم حقوقهم الطبيعية فانه يمنع من حرية الرأي في العقيدة الدينية و التصرف في مقدراتهم الحيوية و لكن الذي ينظر في مشروعية هذا النوع من الجهاد و شرائطه و الأهداف منه يرى ان هذا الادعاء لا مساس له بواقع الحال فقد جاء الإسلام و فاجأ شعوبا خشنة الطباع لا يلمها نظام ولا تثقفها آداب غضت بالمنازعات الشخصية متنافرة بالفوارق الاعتبارية فيها مصطلحات استأثرها شكل اجتماعها الفردي اجتماع لا يقدم المرء فيه الا قواه و مميزاته الخاصة به فجاء الإسلام و استعمل جميع طاقاته فهدم تقاليد الإلحاد و استأصل العادات القبيحة و نشر الآداب الحسنة و أراح تلك الشعوب من الاستبداد و الاستعباد الذي أرهق العالم صعودا و جشمه كؤدا و خلصه من تقاليد لا يطاق حملها و جرده من عقائد تشبه الألغاز و الأحاجي في إبهامها و غموضها و هيأ الشعوب بجهاده المتواصل للدخول في ادوار جديدة لحياة سعيدة موفرة بالحرية و الامان بعد أن غلب عليها الشقاء و ألبسها الحضارة بعد أن كانت بعيدة عن مفاهيم الناس بعد الأرض عن السماء و لولا الجهاد الذي قام به الابطال الاشاوس و الدماء التي ارخصت في سبيل الله لما ظفر العالم الانساني بهذه الحضارة فان التاريخ يشهد ان الحضارة صارت بالإسلام و انتقلت للغرب من المسلمين و اني لارى ان الموجه للنقد المذكور على الإسلام و المسلمين الذين جاهدوا في سبيل الله نظير من يوجه النقد على مربي الطفل و معلم العلم للجاهل.

العامل الثاني للجهاد هو حفظ بيضة الإسلام من تعدي الكفار عليهم و دفع الاعداء عنهم و الواجب في هذا المقام ان حصل ما به الكفاية في رد المعتدين سقط الوجوب عن الباقين و الا وجب على المسلمين كافة ممن له القدرة على الدفاع كما هو واقع الحال في فلسطين و هذا النوع مما حكم بوجوبه الشرع و العقل اما الشرع فلقوله تعالى: "وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ"و قوله تعالى :" فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ".

اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست