responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 60

كان اليهود يعملون خلال الأجيال الماضة بكتمان شديد لتحقيق مطامعهم في فلسطين و الاقطار العربية المجاورة و قد بدأوا غزوتهم لفلسطين بالتسلل إليها تحت ستار الدين متظاهرين بأنهم يريدون أن يكون لهم فيها وطن روحي فحسب.و كانت طلائع هجرتهم إليها في البداية جماعات من العجزة و الشيوخ.ثم اخذوا يفدون على فلسطين كمزارعين و خبراء و تجار و أطباء بزعم خدمة السكان جميعاً.فلما اطمأن اليهود إلى تأييد بريطانيا ثم الولايات المتحدة لهم,و إلى ازدياد نفوذهم و قوتهم,و لا سيما بعد شق قناة السويس و اقدام دزرائيلي رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الحين و(كان يهودياً)على شراء قسم كبير من اسهم القناة لحساب بريطانيا و احتلال بريطانيا و فرنسا لاجزاء عديدة من العالم العربي,و شعروا بضعف السلطنة العثمانية التي كانوا يتآمرون على كيانها و يعملون على انهيارها مع الدول الاستعمارية الكبرى اخذوا يكشفون النقاب عن حركتهم الصهيونية رويدا رويدا و بتحفظ و لما بدأ سيل الهجرة اليهودية يطغى على فلسطين بعد وقوعها فريسة للاستعمار البريطاني عام 1917م و اخذ الشعب العربي الفلسطيني في مقاومة ذلك الخطر أعلن بعض زعماء اليهود يريدون أن يعيشوا بسلام و أمان مع أهل البلاد العرب دون أن يلحقوا بهم أي اذى أو ضرر و بلغ بهم الأمر إلى حد الزعم بأنهم لا مطامع سياسية لهم في فلسطين و ان أقصى ما ينشدونه التمتع بحريتهم الدينية و إدارة شؤونهم الطائفية و الثقافية,ثم أعلنوا انهم لا يطمعون في غير منطقة يتمتعون فيها بالحكم الذاتي(كانتون)و ان تلك هي آخر رغباتهم و قد انخدع بأقوالهم كثيرون و الحال انهم كانوا يكيدون للعرب و يتآمرون مع أعداء العرب على تحول فلسطين كلها إلى دولة يهودية.

كيف حصل اليهود على وعد بلفور؟

اندلعت نيران الحرب العالمية الأولى في صيف سنة 1914م و لم تلبث أن دخلتها الدولة العثمانية إلى جانب ألمانيا فانتهز اليهود فرصتها و قد كان لدسائسهم و مكرهم و مكائدهم دور كبير في بريطانيا و الولايات المتحدة لتنفيذ خطتهم في الاستيلاء على فلسطين و تحقيق مطامعهم في البلاد العربية.

و في عام سنة 1914م كان الدكتور حاييم وايزمان يتولى زعامة الحركة الصهيونية فلما قامت الحرب العالمية الأولى قرر الانتقال إلى لندن و معه عدد كبير من زعماء الحركة و صرح ان لندن هي الطريق التي توصل اليهود إلى فلسطين و ركز وايزمان وزملاؤه جهودهم في بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية بصورة خاصة و راحوا يسعون سعيا حثيثاً لإصدار وعد من الحلفاء بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين و حصل فيما بعد على ما أراده.

الوطن القومي يتطور إلى دولة

عملت بريطانيا منذ احتلالها لفلسطين عام 1917م إلى أن خرجت منها عام 1948م طوال ثلاثين سنة بالتفافهم التام مع الجمعية الصهيونية ثم الوكالة اليهودية على توطيد أركان الوطن القومي اليهودي في فلسطين,ضاربة عرض الحائط بحقوق الشعب العربي الفلسطيني التي نص عليها و عد بلفور نفسه و التي نص عليها صك الانتداب أيضا و بكل شريعة سماوية أو أرضية و لم يلبث الوطن القومي أن تحول و تطور إلى دولة يهودية بعد قرار التقسيم الذي وافقت عليه الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 تشرين الثاني نوفمبر 1947م و لم تلبث هذه الدولة اليهودية أن تجاوزت الحدود المعينة لها في قرار التقسيم و جعلت تنقص القسم العربي و الباقي من فلسطين و تقتطع منه جزءاً بعد جزء بفضل تشجيع بريطانيا و أمريكا و فرنسا و غيرها من دول الاستعمار لها على عدوانها المستمر و امدادها بالمال و السلاح و التأييد السياسي في الأمم المتحدة و سائر المحافل الدولية.

اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست