responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 34

أيها الإسلام:أيها العرب لا بل أيها الناس و يا أيها البشر أصبحت الحالة التي بلغت إليها فلسطين الذبيحة مشاهدة محسوسة لكل أحد و نحن نقول و ما زلنا نقول ان قضية فلسطين ليست قضية تخصها و ليست هي قضية فلسطين فقط بل قضية العرب باجمعها فإذا خرجت فلسطين من هذا الجهاد ظافرة فقد ظفرت العرب و فازت و إذا(لا سمح الله)تغلبت عليها الدولة الظالمة و الصهيونية الغاشمة فقد باءت العرب بالذل و الخسران لا بل بالموت المؤبد و العار المخلد و كنا نقول أيضا و لا نزال نقول ان الدولة التي احتلت فلسطين كأنها أخذت على نفسها من يوم قيامها بهذا الاحتلال الغاشم غير المشروع أن لا تقيم للعدل وزنا و لا للحق معنى و لا تصغي إلى اية حجة و منطق فكان موقع الاحتجاجات و المقالات من سمعها موقع الهواء في شبك ممزق و لذلك ذهبت تلك الاحتجاجات من الاقطار العربية و الإسلامية مدة عشرين سنة كلها سدى بل ما افادت سوى الشدة و العناد و التمادي في الغي و الفساد على فرض انه كان لاحتجاج في الزمن الغابر معنى.فيه ومضة أمل أو لمضة رجاء أما اليوم فقد حقت الحقائق و صرح الزبد عن مخضه و جازت القضية عن دور الاحتجاج و الاقوال إلى دور الأعمال.

و قضية العمل منوطة إلى كل عربي بل كل إنسان بمقدار الحد من غيرته و شعوره و مبلغ حظه من الانسانية فمن كان يجري في عروقه الدم الحي الشريف فلا ريب ان شرف عنصره يهيب به و يدفعه إلى اللحوق باخوانه في فلسطين و الجهاد معهم و لا ينتظر أن تأتيه فتوى المفتي بوجوب الجهاد بل فتوته تسبق الفتوى و تعرفه بواجبه بوحي ضميره و شرف وجدانه.

فيا أيها العرب و يا أيها المسلمون بل يا أيها البشر و يا أيها الناس اصبح الجهاد في سبيل فلسطين واجبا على كل إنسان لا على العرب و المسلمين فقط نعم هو واجب على كل إنسان لا بحكم الاديان و الشرائع فقط بل بحكم الحس و الوجدان ووحي الضمير و صحة التفكر.و الخطة العملية في ذلك هي ان من يستطيع اللحوق بمجاهدي فلسطين بنفسه فليلتحق بهم و لا أقول اني ضمين له انه كالمجاهدين مع النبي ( في بدر.فان المقام اجلى و أعلى من ذلك المقام مقام شرف وغيرة و حس و شعور لا مقام طلب اجر و ثواب و ان كان كل ذلك باعلى مراتبه و من لم يستطع اللحوق بنفسه فليمدهم بماله اما بتجهيز من لا مال له ليلحق بهم أو بارسال المال إلى المجاهدين و عيالهم و اطفالهم و من عجز عن ذلك فعليه ان يجاهد و يساعد بلسانه و قلمه و مساعيه جهد امكانه و هذه ادنى المراتب.و ليكن كل أحد على علم جازم ان القضية قضية موت العرب و حياتهم و ليعلم ناشدوا الوحدة العربية أو الإسلامية انهم لا يجدونها ابدا الا بنصرة فلسطين فان انتصرت بحول الوحي و قوته فما يرومونه من الوحدتين قبضة ايديهم و على كثب منهم و ان كانت الأخرى لا سمح الله فاين العرب و أين الإسلام حتى تكون لهم وحدة أو نتطلبها لهم القضية تكون كما يقول ارباب الفنون(سالبة بانتفاء الموضوع).

اسم الکتاب : بين جامعة الامام الشيخ علي کاشف الغطاء في النجف و مجمع البحوث الاسلامية في القاهرة المؤلف : کفائی، محمد کاظم    الجزء : 1  صفحة : 34
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست