ما ان أنهى دراسته وبلغ درجة الاجتهاد، حتى استقل وأصبحت له مدرسته
الخاصة ونتيجة لنبوغه وغزارة علمه اتسعت حلقات درسه. ومما تجدر الإشارة اليه أن
تلاميذه في علم النحو والمنطق والمعاني والبيان والأصول والفقه والهندسة لا يفضلون
أحدا عليه[1].
كان له مجلسان: الأول يقام في الصباح، والثاني يقام بعد العشاء، وكان
المجلسان كلاهما عامرين بطلبة العلم[2] لأنه رحمه
الله عرف بحرصه الشديد على الإفادة من الوقت ما أمكن ولذلك كان لا يفرط في الوقت
وهذا مادعاه الى أن يسيرعلى منهج دقيق ثابت ومراحل منتظمة[3].
وكان لقراءته المتنوعة ومواصلته الحضور الى مجالس أبحاث ثلة من علماء
عصره في علوم مبتكرة جعله ذلك صاحب ( (آراء مبتكره وآراء مستحدثة))[4].
وقد اتخذ من مقبرة جده العباس رحمه الله محلُا لتدريسه وبحوثه ومما
ذكر عنه رحمه الله انه كان يشد السامعين اليه ويلازمون مجلسه لأنه كان مختلفاً عن
علماء عصره، فاضافة الى كونه أديباً بارعاً كان من فحول المحققين في القضايا
التاريخية، كما انه امتاز في حلقته بحسن العرض وقوة الاداء[5]