responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 483

إن استصعب عليه نفسه فيما تكره لم يعطها سؤلها فيما تحب ، قرة عينه فيما لا يزول وزهادته فيما لا يبقى يمزج الحلم بالعلم والقول بالعمل ، تراه قريبا أمله قليلا زلله خاشعا قلبه قانعة نفسه منزورا أكله سهلا أمره حريزا دينه ميتة شهوته مكظوما غيظه ، الخير منه مأمول والشر منه مأمون ، إن كان في الغافلين كتب في الذاكرين وإن كان في الذاكرين لم يكتب من الغافلين ، يعفو عمن ظلمه ويعطي من حرمه ويصل من قطعه ، بعيدا فحشه لينا قوله غائبا منكره حاضرا معروفه مقبلا خيره مدبرا شره في الزلازل وقور وفي المكاره صبور وفي الرخاء شكور ، لا يحيف على ما يبغض ولا يأثم فيمن يحب ، يعترف بالحق قبل أن يشهد عليه لا يضيع ما استحفظ ولا ينسى ما ذكر ولا ينابر بالألقاب ولا يضار بالجار ولا يشمت بالمصائب ولا يدخل في الباطل ولا يخرج من الحق ، إن صمت لم يغمه صمته وإن ضحك لم يعل صوته وإن بغي عليه صبر حتى يكون الله هو الذي ينتقم له ، نفسه منه في عناء والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته وأراح الناس من نفسه بعده عمن تباعد عنه زهد ونزاهة ، دنوه ممن دنى منه لين ورحمة ليس تباعده بكبر وعظمة ولا دنوه بمكر وخديعة قال فصعق همام صعقة كانت نفسه فيها ، فقال أمير المؤمنين " ع " : أما والله لقد كنت اخافها عليه ، ثم قال " ع " : هكذا تصنع المواعظ البالغة بأهلها ، فقال له قائل فمالك يا أمير المؤمنين ؟ فقال : ويلك ان لكل أجل وقتا لا يعدوه وسببا لا يتجاوزه فمهلا لا تعد لمثلها نفث الشيطان على لسانك .

اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 483
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست