responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 118

تعللي الأطفال لأخبز انا فقالت انا بالخبز أبصر وعليه أقدر ولكن شأنك والأطفال فعللهم حتى افرغ من الخبز فعمدت المرأة الى الدقيق فعجنته وعمد علي ( ع ) الى اللحم فطبخه وجعل يلقم الصبيان من اللحم والتمر وغيره وكلما ناول الصبيان من ذلك شيئا قال له يا بني اجعل علي بن أبي طالب في حل مما مر في أمرك فلما اختمر العجين قالت يا عبد الله أسجر التنور فبادر لسجره فلما اشعله لفح في وجهه فجعل يقول ذق يا علي هذا جزاء من ضيع الأرامل واليتامى ، فرأته امرأة تعرفه فقالت ويحك من هذا الذي يسجر لك التنور ؟ فقالت لا اعرفه انه رجل اصابته الشفقة علينا ، فقالت هو أمير المؤمنين ، قال فبادرت المرأة وهي تقول واحيائي منك يا أمير المؤمنين قال فقال عليه السلام بل واحيائي منك يا امة الله فيما قصرت في أمرك ، فخرج ( ع ) وجعل يجري عليهم احسن النفقة .

ومن شفقته : دخلت سودة بنت عمارة الهمدانية على معاوية بعد شهادة علي عليه السلام فجعل يؤنبها على تحريضها عليه ايام صفين وآن امره الى ان قال لها ما حاجتك ؟ قالت ان الله مسائلك عن امرنا وما افترض عليك من حقنا وما زال يقدم علينا من قبلك من يسمو بمكانك ويبطش بقوة سلطانك فيحصدنا حصد السنبل ويدوسنا دوس الحرمل يسومنا الخسف ويذيقنا الحتف هذا بسر بن ارطأة قدم علينا فقتل رجالنا ونهب اموالنا ولولا الطاعة لكان فينا عز ومنعة فان عزلته عنا شكرناك وإلا كفرناك فقال معاوية إياي تهددين يا سودة بقومك لقد همت ان احملك على قتب اشوس فارسلك إليه فينفد فيك حكمه ، فأطرقت سودة ساعة ثم انشدت تقول : صلى الاله على جسم تضمنه

قبر فأصبح فيه الحق مدفونا قد حالف الحق لا يبغي به بدلا

فصار الحق والايمان مقرونا فقال معاوية من هذا يا سودة ؟ قالت هو والله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب والله يا معاوية لقد جئته في رجل كان قد ولاه صدقاتنا فجار علينا فصادفته قائما يصلى فلما رآني انفتل من صلاته ثم اقبل علي برحمة ورفق ورأفة وتعطف وقال لي ألك حاجة قلت نعم واخبرته الخبر فبكى ثم قال : اللهم انت الشاهد علي وعليهم واني لم آمرهم بظلم خلقك

اسم الکتاب : الانوار العلويه المؤلف : النقدي، جعفر    الجزء : 1  صفحة : 118
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست