responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد    الجزء : 1  صفحة : 88

هل هو من باب الخاص ، أريد به الخاص ؟ أو من باب الخاص ، أريد به العام ؟ وذلك أن من رأى أن المفهوم من ذلك هي صلاة العصر ، والصبح فقط المنصوص عليهما ، فهو عنده من باب الخاص أريد به الخاص ، ومن رأى أن المفهوم من ذلك ليس هو صلاة العصر فقط ، ولا الصبح ، بل جميع الصلاة المفروض ، فهو عنده من باب الخاص أريد به العام ، وإذا كان ذلك كذلك ، فليس هاهنا دليل قاطع على أن الصلوات المفروضة هي المستثناة من اسم الصلاة الفائتة ، كما أنه ليس هاهنا دليل أصلا ، لا قاطع ، ولا غير قاطع على استثناء الزمان الخاص الوارد في أحاديث النهي من الزمان العام الوارد في أحاديث الامر دون استثناء الصلاة الخاصة المنطوق بها في أحاديث الامر من الصلاة العامة المنطوق بها في أحاديث النهي .

وهذا بين ، فإنه إذا تعارض حديثان في كل واحد منهما عام وخاص لم يجب أن ستثناء خاص هذا من عام ذاك ، أو خاص ذاك من عام هذا ، وذلك بين ، والله أعلم .

الباب الثاني : في معرفة الاذان والاقامة هذا الباب ينقسم أيضا إلى فصلين : الاول : في الاذان .

والثاني : في الاقامة .

الفصل الاول هذا الفصل ينحصر الكلام فيه في خمسة أقسام .

الاول : في صفته .

الثاني : في حكمه .

الثالث : في وقته .

الرابع : في شروطه .

الخامس : فيما يقوله السامع له .

القسم الاول من الفصل الاول من الباب الثاني : في صفة الاذان اختلف العلماء في الاذان على أربع صفات مشهورة : إحداها : تثنية التكبير فيه ، وتربيع الشهادتين ، وباقيه مثنى ، وهو مذهب أهل المدينة مالك وغيره ، واختار المتأخرين من أصحاب مالك الترجيع وهو أن يثني الشهادتين أولا خفيا ، ثم يثنيهما مرة ثانية مرفوع الصوت .

والصفة الثانية : أذان المكيين ، وبه قال الشافعي ، وهو تربيع التكبير الاول والشهادتين وتثنية باقي الاذان .

والصفة الثالثة : أذان الكوفيين ، وهو تربيع التكبير الاول ، وتثنية باقي الاذان .

وبه قال أبو حنيفة .

والصفة الرابعة : أذان البصريين ، وهو تربيع التكبير الاول ، وتثليث الشهادتين وحي على الصلاة ، وحي على الفلاح ، يبدأ بأشهد أن لا إله إلا اللهحتى يصل إلى حي على الفلاح ، ثم يعيد كذلك مرة ثانية : أعني الاربع كلمات تبعا ، ثم يعيدهن ثالثة ، وبه قال الحسن البصري ، وابن سيرين .

السبب في اختلاف كل واحد من هؤلاء الاربع : فرق اختلاف الاثار في ذلك ، واختلاف اتصال العمل عند كل واحد منهم ، وذلك أن المدنيين يحتجون لمذهبهم بالعمل المتصبذلك في المدينة ، والمكيون كذلك أيضا يحتجون بالعمل المتصل عندهم بذاك ، وكذلك الكوفيون والبصريون ، ولكل واحد منهم آثار تشهد لقوله .

أما تثنية التكبير في أوله على مذهب أهل الحجاز ، فروي من طرق

اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد    الجزء : 1  صفحة : 88
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست