اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 63
قوم من أصحاب مالك هذا المذهب فقالوا : إن التيمم لا يرفع الحدث ، لانه لو رفعه لم ينقضه إلا الحدث .
والجواب أن هذه الطهارة وجود الماء في حقها هو حدث خاص بها على
القول بأن الماء ينقضهما ، واتفق القائلون بأن وجود الماء ينقضها على أنه
ينقضها قبل الشروع في الصلاة وبعد الصلاة ، واختلفوا هل ينقضها طروه في
الصلاة ؟ فذهب مالكوالشافعي وداود إلى أنه لا ينقض الطهارة في الصلاة وذهب
أبو حنيفة وأحمد وغيرهما إلى أنه ينقض الطهارة في الصلاة وهم أحفظ للاصل ،
لانه أمر غير مناسب للشرع أن يوجد شئ واحد لا ينقض الطهارة في الصلاة
وينقضها في غير الصلاة ، وبمثل هذا شنعوا على مذهب أبي حنيفة فيما يراه من
أن الضحك في الصلاة ينقض الوضوء ، مع أنه مستند في ذلك إلى الاثر .
فتأمل هذه المسألة فإنها بينة ، ولا حجة في الظواهر التي يرام الاحتجاج بها لهذا المذهب من قوله تعالى :
﴿ ولا تبطلوا أعمالكم ﴾
فإن هذا لم يبطل الصلاة بإرادته ، وإنما أبطلها طرو الماء كما لو أحدث .
الباب السابع : في الاشياء التي هذه الطهارة شرط في صحتها ، أو في استباحتها
واتفق الجمهور على أن الافعال التي هذه الطهارة شرط في صحتها هي الافعال التي الوضوء شرط في صحتها من الصلاة ومس المصحف وغير ذلك .
واختلفوا هل يستباح بها أكثر من صلاة واحدة فقط ؟ فمشهور مذهب مالك
أنه لا يستباح بها صلاتان مفروضتان أبدا واختلف قوله في الصلاتين المقضيتين
، والمشهور عنه أنه إذا كانت إحدى الصلاتين فرضا والاخرى نفلا أنه إن قدم
الفرض جمع بينهما ، وإن قدم النفل لم يجمع بينهما .
وذهب أبو حنيفة إلى أنه يجوز الجمع بين صلوات مفروضة بتيمم واحد
وأصل هذا الخلاف : هو هل التيمم لكل صلاة أم لا ؟ إما من قبل ظاهر الاية
كما تقدم ، وإما من قبل وجوب تكرار الطلب ، وإما من كليهما .
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 63