اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 227
كتاب الصيام وهذا الكتا ب ينقسم أو قسمين : أحدهما : في الصوم الواجب .
والآخر : في المندوب إليه .
والنظر في الصوم الواجب ينقسم إلى قسمين : أحدهما : في الصوم .
والآخر : في الفطر .
أما القسم الاول : وهو الصيام ، فإنه ينقسم أولا إلى جملتين : إحداهما : معرفة أنواع الصيام الواجب .
والاخرى : معرفة أركانه .
وأما القسم الذي يتضمن النظر في الفطر ، فإنه ينقسم إلى معرفة المفطرات وإلى معرفة المفطرين ، وأحكامهم .
فلنبدأ بالقسم الاول منهذا الكتاب .
وبالجملة الاولى منه ، وهي : معرفة أنواع الصيام .
فنقول : إن الصوم الشرعي منه واجب ، ومنه مندوب إليه ، والواجب ثلاثة أقسام : منه ما يجب للزمان نفسه ، وهو صوم شهر رمضان بعينه .
ومنه ما يجب لعلة ، وهو صيام الكفارات ومنه ما يجب بإيجاب الانسان
ذلك على نفسه ، وهو صيام النذر والذي يتضمن هذا الكتاب القول فيه من أنواع
هذه الواجبات ، هو صوم شهر رمضان فقط .
وأما صوم الكفارات ، فيذكر عند ذكر المواضع التي تجب منها الكفارة ، وكذلك صوم النذر ، ويذكر في كتاب النذر .
فأما صوم شهر رمضان : فهو واجب بالكتاب والسنة ، والاجماع .
فأما الكتاب فقوله تعالى :
﴿ كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ﴾
وأما السنة : ففي قوله عليه الصلاة والسلام بني الاسلام على خمس ،
وذكر فيها الصوم وقوله للاعرابي وصيام شهر رمضان ، قال : هل علي غيرها ؟
قال : لا إلا أن تطوع .
وكان فرض الصوم لشهر رمضان في السنة الثانية من الهجرة .
وأما الاجماع : فإنه لم ينقل إلينا خلاف عن أحد من الائمة في ذلك .
وأما على من يجب وجوبا غير مخير ، فهو البالغ العاقل الحاضر الصحيح إذا لم تكن فيه الصفة المانعة من الصوم .
وهي الحيض للنساء .
هذا لا خلا ف فيه لقوله تعالى :
﴿ فمن شهد منكم الشهر ، فليصمه ﴾
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 227