responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد    الجزء : 1  صفحة : 182

له صيغة تفهم الوجو ب ، أو لا تفهمه ، وقد احتج عبد الوهاب لوجوبه بقوله عليه الصلاة والسلام في ابنته : اغسلنها ثلاثا ، أو خمسا .

وبقوله في المحرم : اغسلوه .

فمن رأى أن هذا القول خرج مخرج تعليم لصفة أنه يتضمن الامر والصفة قال : بوجوبه .

الفصل الثاني : فيمن يجب غسله من الموتى وأما الاموات الذين يجب غسلهم ، فإنهم اتفقوا من ذلك على غسل الميت المسلم الذي لم يقتل في معترك حرب الكفار .

واختلفوا في غسل الشهيد وفى الصلاة عليه ، وفي غسل المشرك .

فأما الشهيد : أعني الذي قتله في المعترك المشركون ، فإن الجمهور على ترك غسله ، لما روي : أن رسول الله ( ص ) أمر بقتلى أحد ، فدفنوا بثيابهم ، ولم يصل عليهم وكانالحسن ، وسعيد بن المسيب يقولان : يغسل كل مسلم ، فإن كل ميت يجنب .

ولعلهم كانوا يرون أن ما فعل بقتلى أحد ، كان لموضع الضرورة : أعني المشقة في غسلهم ، وقال بقولهم من فقهاء الامصار عبيد الله بن الحسن العنبري .

وسئل أبو عمر فيما حكى ابن المنذر عن غسل الشهيد ، فقال : قد غسل عمر ، وكفن ، وحنط ، وصلي عليه ، وكان شهيدا يرحمه الله .

واختلف الذين اتفقوا على أن الشهيد في حرب المشركين لا يغسل - في الشهداء من قتل اللصوص ، أو غير أهل الشرك ، فقال الاوزاعي ، وأحمد ، وجماعة حكمهم حكم من قتله أهل الشرك ، وقال مالك والشافعي : يغسل .

وسبب اختلافهم : هو هل الموجب لرفع حكم الغسل ، هي الشهادة مطلقا أو الشهادة على أيدي الكفار ؟ فمن رأى أن سبب ذلك ، هي الشهادة مطلقا ، قال : لا يغسل كل من نص عليه النبي ( ص ) أنه شهيد ممن قتل .

ومن رأى أن سبب ذلك ، هي الشهادة من الكفار ، قصر ذلك عليهم .

وأمل غسل المسلم الكافر فكان مالك يقول : لا يغسل المسلم والده الكافر ولا يقبره ، إلا أن يخاف ضياعه ، فيواريه وقال الشافعي : لا بأس بغسل المسلم قرابته من المشركين ، ودفنهم وبه قال أبو ثور وأبو حنيفة وأصحابه .

قال أبو بكر بن المنذر : ليس في غسل الميت المشرك سنة تتبع ، وقد روى : أن النبي عليه الصلاة والسلام أمر بغسل عمه لما مات .

وسبب الخلاف : هل الغسل من باب العبادة ، أو من باب النظافة ؟ فإن كانت عبادة لم يجز غسل الكافر ، وإن كانت نظافة جاز غسله .

الفصل الثالث : فيمن يجوز أن يغسل الميت

وأما من يجوز أن يغسل الميت ، فإنهم اتفقوا على أن الرجال يغسلون الرجال والنساء يغسلن النساء ، واختلفوا في المرأة تموت مع الرجال ، أو الرجل يموت مع النساء ، ما لم يكونا زوجين على ثلاثة أقوال : فقال قوم : يغسل كل واحد منهما صاحبه من

اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد    الجزء : 1  صفحة : 182
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست