اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 173
الباب الثامنفي صلاة العيدين
جمع العلماء على استحسان الغسل لصلاة العيدين وأنهما بلا أذان
ولا إقامة لثبوت ذلك عن رسول الله ( ص ) إلا من أحدث من ذلك معاوية في أصح
الاقاويل قاله أبو عمر وكذلك أجمعوا على أن السنة فيها تقديم الصلاة على
الخطبة لثبوت ذلك أيضا عن رسول الله ( ص ) إما روي عن عثمان بن عفان أنه
أخر الصلاة ، وقدم الخطبة لئلا يفترق الناس قبل الخطبة .
وأجمعوا أيضا على أنه لا توقيت في القراءة في العيدين ، وأكثرهم
استحب أن يقرأ في الاولى بسبح ، وفي الثانية بالغاشية لتواتر ذلك عن رسول
الله ( ص ) ، واستحب الشافعي القراءة فيهما ب
﴿ ق والقرآن المجيد ﴾
، و
﴿ اقتربت الساعة ﴾
لثبوت ذلك عنه عليه الصلاة والسلام .
واختلفوا من ذلك في مسائل أشهرها اختلافهم في التكبير ، وذلك أنه
حكى في ذلك أبو بكر بن المنذر نحوا من اثني عشر قولا ، إلا أنا نذكر من ذلك
المشهور الذي يستند إلى صحابي ، أو سماع ، فنقول : ذهب مالك إلى أن
التكبير في الاولى من ركعتي العيدين سبع مع تكبيرة الاحرام قبل القراءة ،
وفي الثانية ست مع تكبيرة القيام من السجود وقال الشافعي في الاولى ثمان ،
وفي الثانية ست مع تكبيرة القيام من السجود .
وقال أبو حنيفة : يكبر في الاولى ثلاثا بعد تكبيرة الاحرام يرفع
يديه فيها ثم يقرأ أم القرآن ، وسورة ، ثم يكبر راكعا ، ولا يرفع يديه ،
فإذا قام إلى الثانية كبر ولم يرفع يديه ، وقرأ فاتحة الكتابوسورة ، ثم كبر
ثلاث تكبيرات يرفع فيها يديه ، ثم يكبر للركوع ، ولا يرفع فيها يديه .
وقال قوم : فيها تسع في كل ركعة ، وهو مروي عن ابن عباس ، والمغيرة بن شعبة وأنس ابن مالك ، وسعيد بن المسيب ، وبه قال النخعي .
وسبب اختلافهم : اختلاف الاثار المنقولة في ذلك عن الصحابة ، فذهب
مالك رحمه الله إلى ما رواه عن ابن عمر أنه قال : شهدت الاضحى والفطر مع
أبي هريرة ، فكبر في الاولى سبع تكبيرات قبل القراءة ، وفي الاخرة خمسا قبل
القراءة لان العمل عنده بالمدينة كان على هذا ، وبهذا الاثر بعينه أخذ
الشافعي ، إلا أنه تأول في السبع أنه ليس فيها تكبيرة الاحرام ، كما ليس في
الخمس تكبيرة القيام ، ويشبه أن يكون مالك إنما أصاره إلى أن يعد تكبيرة
الاحرام في السبع ، ويعد تكبيرة القيام زائدا على الخمس المروية أن العمل
ألفاه على ذلك ، فكأنه عنده وجه من الجمع بين الاثر ، والعمل ، وقد عائشة ،
وعن عمرو بن العاص وروي : أنه سئل أبو موسى الاشعري ، وحذيفة بن اليمان
كيف ك
اسم الکتاب : بداية المجتهد و نهايه المقتصد المؤلف : ابن رشد الجزء : 1 صفحة : 173