فما يكون عليه الحكماء والعقلاء والشعراء لم يمكن إنكاره ولا يجوز إبطاله .
وأما الثانية - وهي أن اللطف واجب على الله تعالى - من حيث الحكمة وعدله يقتضي ذلك ، ولا يماري في ذلك من يقول بالعدل .
ولأن اللطف أيضا لطفان : لطف يؤدي تركه إلى فساد ، وذلك يجب فعله على الله تعالى كنصب النبي أو الإمام للخلق يهتدون به .
ولطف لا يؤدي تركه إلى فساد ، كترك زيد أن يدخله الله الجنة تفضلا منه وتلطفا بزيد .
فإن قيل : لا نسلم أن الإمامة لطف في أمور الدين ، وكونها لطفا فيها
غير معلوم ، غاية ما يعلم حصول المضار الدنيوية بفواتها ، ودفع المضار
الدنيوية غير واجب على الله تعالى ، مع تمكنة المكلف من الإحتراز منها
وإرشاده إليها .
[1]ورد البيت الأول من هذه الأبيات وبيتان غير ما هنا في العقد الفريد 1 / 9 و 5 / 308 .
[2]العقد الفريد 5 / 276 وفيه ( فلا خير ) و ( بوادر تحمى ) و ( أورد الأمر أصدرا ) .