وإذا كان العمل محبطا برفع الصوت والجهر لا غير ، فما حسبك بالتقدم عليه والتأخر له عن مقامه الذي قد نصبه الله سبحانه وتعالى فيه .
وقد كشف الله بذلك أن علي بن أبي طالب عليه السلام قد بلغ
أقصىنهايات الفضل وأعلى غايات الكمال ، بمساواته للنبي ( ص ) في الكمال
والعصمة والشرف والرفعة ، وأن الله تعالى جعله وزوجته وولديه مع تفاوت
سنهما حجة لنبيه عليه السلام وبرهانا على دينه ودليلا على تصديقه في دعواه
للنبوة وعلامة على صدق القرآن المجيد .
والقرآن المجيد هو المصدق لسائر الكتب والأنبياء عليهم السلام .
[3] إلى غير ذلك من الآيات ، يصدق الكتب على صحة دعوة الأنبياء عليهم السلام .
فظهر أن المباهلة بهم عليهم السلام معادلة ومصادقة لكل نبي ولكل
كتاب ، ولو علم الله سبحانه وتعالى أن إحدى المعجزات الثاقبة لنبية عليه
السلام هي أبلغ من مقامهم ومسدهم في تصديق نبيه وتصديق كتابه العزيز ، لكان
تعالى أتى بها وترك أهل البيت عليهم السلام ، لأن النبي لا يلقى الجاحدين
للكتاب والنبوة [ إلا ] بأبلغ الإعجاز لهم وأرهب الآيات في قلوبهم ، والله
تعالى قادر على كل شئ .