[1] أراد به العقل والرأي ، وقيل : إنه مطلق أراد به جميع ما فضل
الله به الرجال على النساء من الزيادة في الميراث والشهادة ، إلى غير ذلك .
فعلى هذا القول الفاضل هو الزائد ، والأفضل الأعظم في الزيادة ،
ولفظة ( الأفضل ) التي هي على وزن أفعل تستعمل على قسمين : أحدهما : لتفضيل
شئ وقعت فيه الشركة وزاد الفاضل بمزية تخصصه ، وتلك المزية إما في نفس ما
اشتركا فيه ، كمن يكون شجاعا وغيره أشجع منه ، أو زيادة بمزية أخرى لم يحصل
له أنقص ، كمن يزيد على الشجاعة السماحة .
والقسم الثاني : لتفضيل شئ لم يقع فيه شركة ، كقوله تعالى
﴿ خير مستقرا وأحسن مقيلا ﴾
[2] ، فهذه مقيدة ، ومع الإطلاق يراد بها الزيادة في الفصل المشترك فيه ، وهو الأكثر في دلالتها والمشهور منها .
ولما تباينت الصفات من علم وكرم وشجاعة وزهد وورع وقضاء ، إلى غير
ذلك بين علي عليه السلام وبين أبي بكر ، لم يجز لأجل ذلك أن يقال : على
أفضل من أبي بكر .
ولله در الشاعر حيث يقول :متى ما أقل مولاي أفضل منها أكن بالذي فضلته متنقصا