responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نهج الايمان المؤلف : ابن جبیر، علی بن یوسف    الجزء : 1  صفحة : 261

كما أمر وقام إسماعيل مقامه ، فلما استوفى إسماعيل أجله من الله تعالى وصى إلى أخيه إسحاق بمثل ذلك ، لأن أولاد إسماعيل كانوا صغارا ، فلما كبر نبت ابن إسماعيل وبلغ قام بالكعبة مقام أبيه إسماعيل ، وتولى ذلك منهم كذلك يوصي الماضي إلى الباقي إلى أن بعث الله موسى عليه السلام نبيا ناطقا عازما على الأمم بترك ما كانوا عليه من عبادة غير الله ، ثم سأل الله أن يشد أزره بأخيه هارون شريكا في أمره وخليفة في قومه ، كما نطق القرآن المجيد

( واجعل لي وزيرا من أهلي

وهارون أخي

أشدد به أزري

وأشركه في أمري )

[1] وقوله تعالى

﴿ وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح

[2] ، فأجابه الله تعالى إلى ما سأل ، فتوفي هارون قبل موسى ، فلما استوفى موسى مدته كان أولاده صغارا أوصى إلى ابن أخيه يوشع بن نون واستخلفه على قومه ، فقام بوصيته ، فلما استوفى أجله استخلف كوكب بن متى ووصى إليه ، وتولى ذلك منهم كذلك يوصي الحاضر منهم إلى الغائب إلى أن بعث الله سبحانه عيسى نبيا ناطقا عازما بترك ما كانوا عليه ، ثم إن عيسى استخلف شمعون الصفا ووصي إليه ، فقام بدين المسيح .

فاتضح بهذين الخبرين أن سنة الأنبياء عليهم السلام استخلاف الأوصياء من عهد آدم إلى عهد المسيح وإلى نبينا صلوات الله عليهم أجمعين .

وقد أمر الله سبحانه نبينا محمدا صلى الله عليه واله باتباع ملة إبراهيم


[1]سورة طه : 29 - 32 .

[2]سورة الأعراف : 142 .

اسم الکتاب : نهج الايمان المؤلف : ابن جبیر، علی بن یوسف    الجزء : 1  صفحة : 261
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست