الأول محال ، لأنه يقتضي اللاموصوفية ، وهي وصف سلبي ونقيض السلب
ثبوت ، فثبت أن موصوفيته عليه السلام بالإمامة وصف ثبوتي لا سلبي ، فوجب
وصفه بالإمامة واختصاصه بها دون غيره ، لاستحالة قيام الصفة الواحدة التي
هي الإمامة بمحلين .
فقد ظهر لك من نقل الجهتين أن علي بن أبي طالب عليه السلام هو إمام
الأمة باللفظ الصريح الجلي الذي لا حاجة له إلى تأويل ، وفي ذلك غاية
المراد من ثبوت الإمامة له عليه السلام ونفيها عن غيره .
ومما يزيد ذلك بيانا وإيضاحا : أن الإمامة جعلها [1] الله تعالى
لكشف الحيرة عن الأمة ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام هو كاشف الحيرة عن
الأمة فيما تحتاج إليه من سائر علومها ، وأبو بكر ليس بيده من كشف الحيرة
شئ من سائر العلوم .
ومما يشهد بصحة ذلك ما رواه الشيخ السعيد المفيد رحمه الله في كتاب
العيون والمحاسن قال : قال هشام بن الحكم : قلت لعمرو بن عبيد : لي سؤال .