لايجوز ان يقال أن الحق الاول يدرك الامور المبدعة عن قدرته من جهة تلك الامور
كما ندرك الاشياء المحسوسة من جهة حضورها و تأثيرها فينا فتكون هى الاسباب
لعالمية الحق . بل يجب أن يعلم انه يدرك الاشياء من ذاته تقدست اذا لحظ ذاته
لحظ القدرة المستعلية فلحظ من القدرة المقدور , فلحظ الكل , فيكون علمه بذاته
سبب علمه بغيره و يجوز ( اذيجوز أويجوزخ ) أن يكون بعض العلم سببا لبعضه فان
علم الحق الاول بطاعة العبد الذى قدر طاعته سبب لعلمه بأنه ينال رحمة ( رحمته خ ل
) . و علمه بأن ثوابه غير منقطع سبب لعلمه بأن فلانا اذا دخل الجنة لم يعده الى
النار .
و لايوجب هذا قبلية و لابعدية فى الزمان بل يوجب القبلية والبعدية التى
بالذات .
و قبل يقال على وجوه : فيقال قبل بالزمان كالشيخ قبل الصبى .
و يقال قبل بالطبع و هو الذى لايجود الاخر دونه و هو يوجد دون الاخر مثل الواحد
للاثنين .
و يقال قبل بالترتيب كالصف الاول قبل الثانى اذا أخذت من جهة القبلة .
و يقال قبل بالشرف مثل ابى بكر قبل عمر .
و يقال قبل بالذات و استحقاق الوجود مثل ارادة الله تعالى و كون الشى فانهما
يكونان معا لايتأخر كون الشى عن ارادة الله تعالى