responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مع المصطفي (ص) المؤلف : عایشه بنت الشاطی    الجزء : 1  صفحة : 252

فكبر على كنانة أن يردها ليعود فيتسلل بها سرا بعد أن يذاع في الناس أن قد ردتها قريش .

وهم ليمضي بها ، فراعه أن رآها تنزف دما ، وقد طرحت جنينها على أديم الصحراء !وعاد بها إلى مكة ، حيث سهر أبو العاص على رعايتها وتمريضها لا يفارقها لحظة من ليل أو نهار ، حتى إذا استردت بعض قواها ، ودعها للمرة الثانية وداع محب مقهور .

وخرج بها كنانة حتى بلغت مأمنها .

ولم يتبعها في هذه المرة طالب ، بل أغمض الذين طاردوها بالامس أعينهم ، وقد ركبهم الخزي والعار من قول هند بنت عتبة تعيرهم ، وتذكرهم بهزيمتهم في بدر : أفي السلم أعيار ، جفاء وغلظة ،

وفى الحرب أشباه النساء العوارك ؟ استقبلت دار الهجرة بنت المصطفى بترحاب بالغ ، شابت فرحة اللقاء فيه سورة الغضب لما أصابها عند خروجها من مكة ، وعاشت زينب في رعاية أبيها المصطفى على أمل لم يغلبها عليه اليأس قط : أن يشرح الله صدر أبي العاص للاسلام ، فيلتئم الشمل الممزق .

وكان عليها أن تنتظر ست سنوات طوال ليتحقق هذا الامل الغالي ، ثم لا يكاد الشمل يلتئم حتى ترحل عن الدنيا بعد عام وبعض عام من اسلام أبي العاص ، فيكون فراق لا لقاء بعده على هذه الارض .

اسم الکتاب : مع المصطفي (ص) المؤلف : عایشه بنت الشاطی    الجزء : 1  صفحة : 252
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست