اسم الکتاب : مع المصطفي (ص) المؤلف : عایشه بنت الشاطی الجزء : 1 صفحة : 142
يهود الشمال ، وهؤلاء وأولئك أهل كتاب يتلون التوراة والانجيل ويصدقون برسالات الله .
لكن موقفهما في الواقع التاريخي كان جد مختلف : نصارى نجران عرب
مؤمنون ، فيهم رهبان بررة كانوا هناك ملء القلوب والاسماع ، إخلاصا في
العبادة وعزوفا عن الشهوات وعزوفا عن أعراض الدنيا .
ويهود يثرب أجانب طارئون دخلاء ، يدعون الموسوية ذريعة استغلال ، وفيهم أحبار ذوو عدد ، شغلوا عن الدين بالدنيا .
راب نصارى نجران قبيل الاسلام ، أن كان اليهود ممن روجوا لبشرى المبعث .
فهل قصدوا بهذا إلى أن يلقوا غشاوة على أبصار العرب ،كيلا تلمح على
سحنتهم بصمة الجريمة النكراء للائتمار بالسيد المسيح عليه السلام ؟ لقد بعد
العهد بها ، كما بعد مسرحها في القرية الظالمة عن بلاد الحجاز وأرض المبعث
، لكن النصارى بوجه عام لم يكونوا لينسوا هذه الجريمة ، فضلا عن أن ينسى
نصارى نجران جريمة أخرى لم يتقادم عليها الزمن ، بلغ ضحاياها عشرين ألفا من
نصارى العرب في نجران ، أول عهدها بالنصرانية .
المأساة بدأت حين وفد على ديارهم راهب نصراني صالح ، ابتنى له خيمة بضواحي نجران وعكف على عبادة الله .
فمال إليه فتى عربي من أهلها ، وكانوا على دين العرب أهل شرك ، قد اتخذوا نخلة باسقة
اسم الکتاب : مع المصطفي (ص) المؤلف : عایشه بنت الشاطی الجزء : 1 صفحة : 142