وكان ( رحمه الله ) قد حصل في قزوين وإصفهان عند الفضلاء
المشهورين في أواخر المائة الحادية عشر وأوائل المائة الثانية عشرة ، فمهر
في العلوم وبرع و تجلل الفضل وتدرع .
ثم عاد من إصفهان إلى قزوين ألى تفليس أو إيروان .
كان نصب مدرسا فيها ، ثم عاد إلى إصفهان ، ثم راح فيها إلى أرض الجنان في المحاصرة المحمودية ( قدس الله نفسه ونور رمسه ) .
وكان ( رحمه الله ) مع كمال الفضل مقدسا منزها زاهدا ورعا .
سمعت ثقة يحكى بحضرة جمع منهم : أنه لما اشتد الجوع والقحط في تلك
المحاصرة ، كان ( رحمه الله ) مع جمع من رفقائه حصلوا رطلا أو مدا أو مدين
من لحم الحمار بمبالغ كثيرة ، فطبخوه وهو كان حاضرا عليه ، فوازن نصيب كل
من الرفقاء بنصيب الآخر بحيث لا يزيد ولا ينقص ، وكذا كال المرق بالملاعق
كذلك ،فأطعم كلا نصيبه منها ، وجعل نصيب نفسه مؤخرا عن تلك النصائب [1]
وأنقص منها إيثارا لهم على نفسه .
ومات قريبا من تلك الواقعة .
جزاه الله خير الجزاء وجعله في سلك الانبياء والصلحاء والشهداء .
ورأيت من مصنفاته " شرحه على خطبة الهمام " المروي عن أمير المؤمنين
( عليه السلام ) في نهج البلاغة والكافي في صفات المؤمن [2] ، وأجاد فيه
كمال