آله الذى اوتى جوامع الكلم حيث قال صلى الله عليه و آله( لا اله الا الله وحده
وحده وحده) . و لعله ناظر الى التوحيد فى مراتبه الثلث من التوحيد الذاتى و
الصفاتى و الافعالى فمعه لا مجال للشرك اصلا اذ لا يخلو شى ء من المراحل الوجودية عن
التوحيد حتى يكون ذلك الخلاء بنفسه شركا او يملائه الشرك بناء على كونه امرا
وجوديا .
و حيث ان التوحيد شجرة طوبى و من ثمارها التقوى يكون مسجد قبا المؤسس على
التقوى من فروع ذلك الاصل و من ثمار ذاك البذر . فالكعبة المؤسسة على التوحيد
اصل لجميع ما يبنى على التقوى كما يكون هدم الكعبة المؤسس على الشرك اصلا
لجميع ما يبنى على شفا جرف هارينهار فى دار جهنم . فتحصل ان هندسة الكعبة
على التوحيد البحت الذى لا يجتمع مع اى شرك اصلا و هى بهذه الهندسة الالهية
صارت موضوعة و متعلقة لغير واحد من الاحكام و منها الحج و هى بهذه الخصيصة يكون
مثالا للعرش الذى لا يحوم حوله الا الملائكة الذين هم عباد الرحمن لا يعصون الله ما
امرهم و هم بامره يعملون و لا يسبقونه بالقول و يفعلونه ما يؤمرون لا يفترون من
تسبيحه و لا يسأمون من تقديسه و لا يستحسرون من عبادته و لا يؤثرون التقصير على
الجد فى امره و لا يغفلون عن الوله اليه . [1]
الصلة الثالثة فى ان قواعد الكعبة بنيت و رفعت على الخلوص الصرف
ان عمران الكعبة و بنائها و رفع قواعدها كان بيد ابراهيم عليه السلام خليل الله
و اسمعيل ذبيح الله عليه السلام قال تعالى :
([ و اذ يرفع