responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : تأويل مختلف الحديث المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 188

اقرءوا القرآن ولا تغرنكم هذه المصاحف فإن الله تعالى لا يعذب بالنار قلبا وعى القرآن وجعل الجسم ظرفا للقرآن كالاهاب والاهاب الجلد الذي لم يدبغ ولو كان الاهاب يجوز أن يكون مدبوغا ما جاز أن يجعله كناية عن الجسم ومثله قول عائشة رضي الله عنها حين خطبت ووصفت أباها فقالت قرر الرؤوس على كواهلها وحقن الدماء في أهبها تعني في الاجساد وفيه قول آخر قال بعضهم كان هذا في عصر النبي صلى الله عليه وسلم علما للنبوة ودليلا على أن القرآن كلام الله تعالى ومن عند نزل أبانه الله تعالى بهذه الآية في وقت من تلك الاوقات وعند طعن المشركين فيه ثم زال ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم كما تكون الآيات في عصور الانبياء عليهم الصلاة والسلام من ميت يحيا وذئب يتكلم وبعير يشكو ومقبور تلفظه الارض ثم يعدم ذلك بعدهم وفيه قول آخر وهو أن يرد المعنى في قوله ما احترق إلى القرآن لا إلىالاهاب يريد أنه إن كتب القرآن في جلد ثم ألقي في النار احترق الجلد والمداد ولم يحترق القرآن كأن الله عزوجل يرفعه منه ويصونه عن النار ولسنا نشك في أن القرآن في المصاحف على الحقيقة لا على المجاز كما يقول أصحاب الكلام إن الذي في المصحف دليل على القرآن وليس به والله تبارك وتعالى يقول إنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون

اسم الکتاب : تأويل مختلف الحديث المؤلف : الدِّينَوري، ابن قتيبة    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست