اسم الکتاب : بررسي نظريه هاي نجات و مباني مهدويت المؤلف : ابراهیم آودیچ الجزء : 1 صفحة : 106
و هناك ايضا فقرات مشابهة تصب في نفس السياق، أي مفهوم الخلاص و فكرته، و ردت في «سفر العدد»، و «مزامير داوود»، و «سفر
هوشع» و سواها مما لايتسع المجال لذكره و لكن السهم الأوفر يبقى لسفر إشعياء الذي نحن بصدد بحثه.
و لاجدال في أن مفهوم الخلاص في (سفر إشعياء) لايتعلق بالاسكاتولوجى، أي بالحشر و النشر و يوم القيامة، بل يتعلق بوضوح
بيوم الخلاص و ظهور المخلّص في الحياة الدنيا و في آخر الزمان حيث يقيم العدل و يُنصف المظلومين و يملأ الأرض خيرا و بركة و
سعادة و أمناً. هناك ظاهرة مشابهة في تفسير بعض الايات القرانية حول المهدي المنتظر(عج) . و من ذكر قوله تعالى: ?إنّهم يرونه
بعيداً ^ و نراه قريباً?[1] حيث يرى بعض المفسرين بأنها في يوم القيامة، بينما يعتقد البعض الآخر بأنها في يوم الخلاص و
ظهوره الحجة المنتظر(عج).
من المخلص فى سفر إشعياء
و في محاولة للتعرف على «المخلّص» في سفر إشعياء، بعد الوقوف على مفهوم الخلاص في مجمل التوراة و الفكر اليهودى يجدر
بنا النظر في صفات و ملامح و ظروف مجىء هذا «المخلّص» و الواقع أن «سفر إشعياء» يشير إلى ثلاثة «مخلّصين» ذكر اثنين منهم
بالاسم تقريبا.
فأحد المخلّصين في «سفر إشعياء» هو السيد المسيح (عليه السلام) الذي يسميه «عمّا نوئيل»، حيث يقول: «و لكن يعطيكم
السيد نفسُه آية، ها هي العذراء تحبل، و تلد إبناً، و تدعو إسمه عمّا نوئيل. زُبْداً و عسلا يأكل متى عرف ان يرفض الشرّ و
يختارَ الخير» اشعياء7/15، 16