وكانت طاعة أولي الامر غير طاعة الرسول ، وطاعة الرسول غير طاعة
الله ، وكانت لا يقبل أحدها إلا بثانيها ولا ثانيها إلا بثالثها ، وكانت
المخاطبة في الآية لعامة المؤمنين ، من كان في عصر الرسول ومن يكون بعده ، ،
ولم يكن فيها تخصيص ، وكان من الله مستحيلا إيجاب طاعته على عبيده لاحد
ويقرنها بطاعته وطاعة رسوله ، ولا يوجد لهم عين ذلك لاحد فيكون ذلك تكليف
ما لا يطاق ، أو لا يجعله كالرسول المعصوم المتوج بالمكارم القدسانية ، وجب
من حيث كون المخاطبة في الآية عامة ليس فيها تخصيص قوم دون قوم مع استحالة
إعدام لله تعالى الامة من يفرض طاعته عليها ، وأن يكون موجودا للامة من
يؤدي حق طاعتها .
وبالائتمار له في الله ، وفي دين الله ، والمؤتمر له هو الامام .
إذا الامامة واجبة .
البرهان الثالث عشر : لما خلق الله تعالى الانفس وجعلها حية قادرة
على فعل الخير والشر وأوجب لها الجزاء ولم يرض بعدله تعالى حق أعلمها ما قد
فرض لها من الجزاء على لسان [3] رسوله إعذارا وإنذارا .