اسم الکتاب : جمال المرأة وجلالها المؤلف : جوادی آملی، عبدالله الجزء : 1 صفحة : 60
والاختلاف هما عدم وملكة ـ وليسا سلباً وإيجاباً حتى يكون رفع
كليهما مستلزماً لرفع النقيضين ـ أي أن موضوعاً خاصاً عندما يوجد في الخارج
، ثم ننسبه إلى موضوع آخر لا يخرج من حالين ، إما هو مساوٍ له أو غير
مساوٍ ولكن إذا لم يكن هناك تعدد وكثرة لا يكون أيضاً تساوٍ أو اختلاف ؛
لأنه يلزم في إثبات أحد الأمرين المذكورين أن يكون شيئان موجودين حتى يكونا
إما متساويين أو مختلفين .
ان القرآن الكريم حين يطرح مسألة المرأة والرجل يقول : انه لا ينظر
لهذين الأثنين من جهة الذكورة والأنوثة ، بل من جهة الإنسانية ، وروح
الإنسان هي تشكل حقيقته لا بدنه . إنسانية الإنسان تحققها روحه لا جسمه ،
ولا مجموع الجسم والروح .
أصالة الروح وفرعية البدن :
لو كان للجسم دور في إنسانية الإنسان ـ بصفة تمام الذات أو جزء
الذات ـ لكان هناك كلام عن المذكر والمؤنث ، وكان يجب البحث هل أن هذين
الصنفين متساويان أم متفاوتان ؟ ولكن إذا كانت حقيقة كل شخص تشكلها روحه ـ
وجسمه ليس أكثر من أداة ، وهذه الأداة هي أحياناً مذكر وأحياناً مؤنث ـ
والروح ليست مذكراً ولا مؤنثاً ، فان البحث عن تساوي المرأة والرجل أو
تفاوت هذين الصنفين في المسائل المتعلقة بحقيقة الإنسان ينتهي ، أي يكون
سالبة بانتفاء الموضوع ، وليس بانتفاء المحمول ، ولأن التساوي والتفاوت هما
عدم وملكة ، وليسا سلباً وإيجاباً ، لم يرد حينئذٍ كلام عن التساوي ولا
كلام عن التفاوت .
ان القرآن الكريم اعتبر أن حقيقة كل إنسان روحه ، والبدن أداتها ،
وهذا لا يتنافى مع أن يكون للإنسان بدن في نشأة الدنيا والبرزخ والقيامة ،
-
اسم الکتاب : جمال المرأة وجلالها المؤلف : جوادی آملی، عبدالله الجزء : 1 صفحة : 60