اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 429
فلان عن فلان قول ظاهر يقتضي ان شيخه الذي يحدث عنه قد سمع ممن
بعده بلا واسطة فان جاز أن يقول ثنا فلان عن فلان وبينهما رجل لم يذكره غير
أن ذلك يكون تجوزا وتوسعا وحذفا في الكلام وليس يجوز صرف الكلام عن ظاهره
بغير دليل فوجب لذلك حمله على ظاهره وارسال العدل عن غيره مع الامساك عن
ذكره ليس بجرح له ولا تعديل في جملة ولا تفصيل بل ظاهر الحال في ذلك انه لا
يعرف حاله بشئ مما بيناه قبل فبان فساد قول المخالف وانما استجاز كتبة
الحديث الاقتصار على العنعنة لكثرة تكررها ولحاجتهم إلى كتب الاحاديث
المجملة بإسناد واحد فتكرار القول من المحدث ثنا فلان عن سماعه من فلان يشق
ويصعب لانه لو قال أحدثكم عن سماعي من فلان وروى فلان عن سماعه من فلان
وفلان عن سماعه من فلان حتى يأتي على أسماء جميع مسندي الخبر إلى ان يرفع
إلى النبي صلى الله عليه وسلم وفي كل حديث يرد مثل ذلك الاسناد لطال وأضجر
وربما كثر رجال الاسناد حتى يبلغوا عشرة وزيادة على ذلك وفيه اضرار بكتبة
الحديث وخاصة المقلين منهم والحاملين لحديثهم في الاسفار ويذهب بذكر ما
مثلناه مدة من الزمان فساغ لهم لاجل هذه الضرورة استعمال عنفلان وليس
بالعلماء والحكام ضرورة في ترك تزكية الرواة والشهود بل ذلك فرضهم وسهل
متأت منهم وإذا كان الامر على ما ذكرناه وضح صحة ما ذهبنا إليه وفساد قول
مخالفينا أخبرنا محمد بن الحسين انا عبد الله بن جعفر قال ثنا يعقوب بن
سفيان قال سمعت عبد الرحمن بن إبراهيم دحيما قال ثنا الوليد قال كان
الاوزاعي إذا حدثنا يقول ثنا يحيى قال ثنا فلان قال ثنا فلان حتى ينتهي قال
الوليد فربما حدثت كما حدثني وربما قلت عن عن عن تخففنا من الاخبار أخبرنا
أبو نعيم الحافظ قال ثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال ثنا بشر بن موسى قال
قال عبد الله بن الزبير الحميدي فان قال قائل فما الحجة في ترك الحديث
اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 429