اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 372
بشئ أو كما قال قال الخطيب ولا أرى أبا بكر وهن إطلاق الاجازة
الا لما في تصحيح أحاديث الراوي من المشقة وعدم أمان الخطر في ذلك لا غير
يدل على ما ذكرته اني دفعت إليه ورقة قد كتبت فيها أسماء جماعة وسألته أن
يجيز لهم أشياء وعينت ذكرها ثم كتبت في أثرها وغير ذلك من سائر العلوم التي
سمعها منثورة ومصنفة وعلى سبيل المذاكرة وما جمعه وصنفه وتكلم عليه فكتبت
في ظهر الورقة قد استخرت الله تعالى جل اسمه كثيرا وأجزت لمن سمى في الصفحة
قبل هذه جميع ما صح لديهم من حديثي مما ذكروه ولم يذكروه أن يرووه عني على
الاجازة إذا صح لهم ذلك من أصولي وكتب أحمد بن محمد بن غالب الخوارزمي
بيده حدثني عبيد الله بن أبي الفتح الفارسي قال أنا محمد بن العباس الخزاز
قال ثنا سليمان بن إسحاق الجلاب قال سألت إبراهيم الحربي قلت كتاب الكلبي
وقد تقطع علي والذي هو عنده يريد الخروج فكيف ترى لي ترى ان استجيزه وأسأله
ان يكتب به الي قال لك قل له يكتب به إليك فتقول كتب الي فلان والاجازة
ليسهي شيئا قال الخطيب وقد ذكرنا فيما تقدم الرواية عن إبراهيم الحربي انه
كان لا يعد الاجازة والمناولة شيئا وها هنا قد اختار المكاتبة على إجازة
المشافهة والمناولة ارفع من المكاتبة لان المناولة اذن ومشافهة في رواية
لمعين والمكاتبة مراسلة بذلك فأحسب إبراهيم رجع عن القول الذي اسلفناه عنه
إلى ما ذكره هاهنا من تصحيح المكاتبة وأما اختياره لها على إجازة المشافهة
فإنه قصبذلك إذا لم يكن للمستجيز بما استجازه نسخة منقولة من أصل المجيز
ولا مقابلة به وهذا القول في معنى ما ذكره لي البرقاني عند سؤالي إياه عن
الاجازة المطلقة ونرى ان إبراهيم ذهب إلى أن الاجازة لمن لم يكن له نسخة
منقولة من الاصل أو مقابلة به ليس شيئا لان تصحيح ذلك سماعا للراوي مقابلا
بأصل كتابه وربما كان في غير البلد الذي الطالب فيه متعذر الا بعد المشقة
والمكاتبة بما يروى وإنفاذه إلى الطالب أقرب إلى السلامة وأجدر بالصحة
وأبعد من الخطر والله أعلم
اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 372