اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 290
ثنا على بن الحسين بن حبان قال وجدت في كتاب أبي قال أبو زكريا
قلت لنعيم بن حماد وكان لي أخا وصديقا كنا جميعا بالبصرة فلما قدمت مصر
بلغني أن نعيم بن حماد يأخذ كتب بن المبارك من غلام يكون بعسقلان قال أبو
زكريا وقد رأيت هذا الغلام وكان خاله سمع هذه الكتب من بن المبارك فجاءني
نعيم يوما بمصر فقلت له بلغني أنك تأخذ كتب بن المبارك من غلام سمعه خاله
من بن المبارك فتحدث بها فقال يا أبا زكريا من كنت أظن أنه يتوهم على شيئا
من ذلك ما كنت أحسب أنك أنت تتوهم علي شيئا من هذا إنما كتابي أصابه ماء
فدرس بعضه فأنا انظر في بيان هذا فإذا أشكل علي حرف نظرت في كتابه ثم أنظر
في كتاب فأعرفها فإما أن أكتب منه شيئا لا أعرفه أو أصلح منه كتابي فمعاذ
الله قلت وفي المحدثين من لا يستجيز أن يلحق في كتابه ما درس منه وان كان
معروفا محفوظا وممن سمي لنا أنه كان يسلك هذه الطريقة أبو محمد عبد الله بن
إبراهيم بن أيوب بن ماسي البزاز فان بعض كتبه احترق وأكلت النار من حواشيه
بعض الكتابة ووجد نسخ بما احترق فلم ير أن يستدرك المحترق من تلك النسخ
واستدراك مثل هذا عندي جائز إذا وجد نسخة يوثق بصحتها وتسكن النفس إليها
ولوبين ذلك في حال الرواية كان أولى وهو بمثابة استثبات الحافظ ما شك فيه
من كتاب غيره أو حفظه وقد تقدمت منا الروايات عن غير واحد من أهل العلم
فيإجازة ذلك أخبرنا أبو القاسم الازهري قال أنا محمد بن العباس الخزاز قال
أنا إبراهيم بن محمد الكندي قال ثنا أبو موسى محمد بن المثنى قال سألت عبد
الله بن داود عن الرجل يسمع الحديث فيذهب من عنده أو يذهب منه الشئ فيذكره
صاحب له يصير إليه قال نعم قال الله تعالى فتذكر إحداهما الاخرى
اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 290