اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 226
انا أحمد بن جعفر بن حمدان الطرسوسى قال ثنا عبد الله بن جابر
البزاز قال ثنا جعفر بن محمد بن عيسى بن نوح قال ثنا محمد بن عيسى بن
الطباع قال قال لي عنبسة قلت لابن المبارك علمت ان حماد بن سلمة كان يريد
أن يختصر الحديث فيقلب معناه قال فقال لي أو فطنت له فان كان المتروك من
الخبر متضمنا لعبارة أخرى وأمرا لا تعلق له بمتضمن البعض الذي رواه ولا
شرطا فيه جاز للمحدث رواية الحديث على النقصان وحذف بعضه وقام ذلك مقام
خبرين متضمنين عبارتين منفصلتين وسيرتين وقضيتين لا تعلق لاحداهما بالاخرى
فكما يجوز لسامع الخبر الواحد القائم فيما تضمنه مقام الخبرين اللذين هذه
حالهما رواية أحدهما دون الآخر فكذلك يجوز لسامع الخبرالواحد القائم فيما
تضمنه مقام الخبرين المنفصلين رواية بعضه دون بعض فلا فرق بين ان يكون قد
رواه هو بتمامه أو رواه غيره بتمامه أولم يروه غيره ولا هو بتمامه لانه
بمثابة خبرين منفصلين في امرين لا تعلق لاحدهما بالآخر وكذلك لا يجوز لسامع
الخبر الذي يتضمن حكما متعلقا بغيره وأمرا يلزم في حكم الدين لا يتبين
المقصد منه الا باستماع الخبر على تمامه وكماله ان يروى بعضه دون بعض لانه
يدخله فساد وإحالة لمعناه وسد لطريق العلم بالمراد منه فلا فصل في تحريم
ذلك عليه بين ان يكون قد رواه غيره مبينا أو هو مرة قبلها أو لم يكن ذلك
لانه قد يسمعه ثانيا منه إذا رواه ناقصا غير الذي سمعه تاما فلا يصل بنصه
إلى معناه وقد يسمع روايته له ناقصا من لم يسمع رواية غيره له تاما فلا
يجوز رواية ما حل هذا المحل من الاخبار الا على التمام والاستقصاء اللهم
الا ان يروى الخبر بتمامه غيره ويغلب على ظن راويه على النقصان ان من يرويه
له قد سمعه من الغير تاما وانه يحفظه بعينه ويتذكر بروايته له البعض باقي
الخبر فيجوز له ذلك فان شاركه في السماع غيره لم يجز وكذلك فإنه يجوز أن
يرويه ناقصا لمن كان قد رواه له من قبل تاما إذا غلب على ظنه انه حافظ له
بتمامه وذاكر له فاما ان خاف نسيانه والتباس الامر عليه لم يجز أن يرويه له
الا كاملا
اسم الکتاب : الکفايه في علم الروايه المؤلف : الخطيب البغدادي الجزء : 1 صفحة : 226