اسم الکتاب : العمل وحقوق العامل في الاسلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 8
الروح فدعا الى تصفية النفوس، وطهارة القلوب، والترفع عن المادة،
واهمالها في جميع المجالات، وتمحضت لهذه الدعوة الخالصة الديانة المسيحية
فقد جاء في الرسالة العيسوية:
(إنكم لا تقدرون أن تخدموا اللّه والمال، لذلك أقول لكم لا تهتموا لحياتكم بما تأكلون، وبما تشربون، ولا لأجسامكم بما تلبسون)[1].
وزعموا أن المسيح عليه السلام قال: «دع ما تملك واتبعني»
ومن الطبيعي أن يمنى هذا العلاج بالفشل والخذلان لأنه قد اصطدم بالواقع
فان الانسان بمقتضى وجود طبعه وطبيعة وجوده مرتبط بالمادة ارتباطاً وثيقاً
لا تستقيم له حياة، ولا يسير له نظام إلا بها، فاهمالها وجعلها في معزل عن
واقع الحياة إنما هو تدمير للانسان، وتحطيم لكيانه وحياته.
إن الانسان منذ وجوده على هذه الكرة الارضية مجبول على حب الاثرة،
وحب التمتع بملاذ الحياة، وقد كشف القرآن الكريم عن هذه الظاهرة النفسية في
الانسان قال اللّه تعالى:
﴿زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين، والقناطير