اسم الکتاب : العمل وحقوق العامل في الاسلام المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 250
أتيتني لتخدعني؟! أمتخبط أم ذو جنة أم تهجر[1] واللّه لو أعطيت
الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي اللّه في نملة أسلبها جلب
شعيرة[2] ما فعلت، وان دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما
لعلي ونعيم يفنى، ولذة لا تبقى، نعوذ باللّه من سبات العقل وقبح الزلل وبه
نستعين»[3].
هذا هو موقف الاسلام تجاه الرشوة وهو موقف صريح واضح يقضي بازالة
شبحها وإبعادها عن واقع الحياة الاسلامية كما حكم بان الأموال التي يرتشى
بها هي ملك لصاحبها لا يجوز تملكها ولا التصرف بها.
من معالم الاقتصاد الاسلامي المنع من الترف والتبذير لأنهما يوجبان
التفاوت بين طبقات المجتمع تفاوتاً يثير الكراهية والحقد في نفوس الفقراء
الذين لا يجدون سعة في الأموال بالاضافة الى أن ذلك يؤدي الى فساد أخلاق
المترفين وترهلهم
[1]المختبط: من اختل نظام ادراكه (تهجر) أي تهذي بما لا معنى له.