اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 32
ومما تجدر الاشارة إليه في هذا الصدد هو أن بعض أحفاد أمية بن عبد
شمس قد هرب « من اضطهاد العباسيين » الى الأندلس فأسس حكماً أموياً هناك
استمر زهاء ثلاثة قرون . وبما أن أولئك الامويين قد ساروا ـ من حيث الاساس ـ
على نهج أسلافهم في الشام فسوف لا نستشهد بسيرتهم المجافية لروح الاسلام ،
لأن سيرة أجدادهم في الشام قد أغنتنا عن ذلك .
وهناك أمر آخر لابد من الالماع إليه في هذه المناسبة هو أننا سوف
ندخل ضمن الامويين ـ لا من حيث وحدة النسب بالطبع بل من حيث وحدة الاتجاه
وتوافق السيرة والخلق ـ أشهر الولاة الذين تعاونوا مع الامويين في تثبيت
أركان حكمهم البثيض ؛ وفي مقدمتهم عمرو بن العاص ، وزياد به أبيه ، والحجاج
بن يوسف الثقفي .
وجريا مع هذا المنطق نفسه يمكننا أن لا نعتبر عمر بن عبد العزيز « أموياً » من حيث الطبع .
ولابد لمن يتصدى للبحث في تاريخ الامويين أن يشير إلى حقدهم على
أبناء عمومتهم الهاشميين ـ في الجاهلية وفي صدر الاسلام ـ وقد لخص الجاحظ [1] . طبيعة ذلك الحقد وعوامله حين قال :
« إن أشرف خصال قريش ـ في الجاهلية ـ اللواء والندوة والسقاية والرفادة وزمزم والحجابة .
وهذه الخصال مقسومة لبني هاشم وعبد الدار وعبد العزى دون بني عبد
شمس على أن معظم ذلك صار شرفه بعد الاسلام إلى بني هاشم [2] . وليس لعبد
شمس
1 ـ رسائل الجاحظ 67 ـ 75 .
[2]ـ وكان اسم هاشم عمرواً . وإلى هذا المعنى يشير ابن الزعبري :
عمرو العلى هشم الثرية لقومه *** ورجال مكة مسنتون عجاف
وقد روى البيت بشكل آخر :
عمرو الذي هشم الثريد لقومه *** قوم بمكة مسنتين عجاف
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 32