اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 168
وفي وقت كان النبي أحوج ما يكون لنصرتها للمحافظة على بيضة الدين .
غير أن « خلفاء » الامويين قد ساروا ـ كما جرت عادتهم ـ سيرا يناقض سير النبي تمام المناقضة .
ويلوح للباحث أنهم ـ قد ورثوا ـ هذه الموبقة ـ من جاهليتهم كما ورثوا موبقاتهم الاخرى .
ذكر ابن هشام [1] موقف ابي سفيان « عندما اسر المسلمون في بدر
إبنه عمرا » من المسلمين الذين تعاهد معهم بعدم التعرض لهم والاعتداء عليهم
. إذ بينما كان عمرو محبوسا في المدينة خرج سعد بن النعمان بن أكال « أخو
بني عمرو بن عوف » معتمرا . وكان شيخا مسلما .
فعدا عليه أبو سفيان فحبسه بابنه عمرو . وأنشد مفتخراً .
ارهط بن أكال أجيبوا دعـاءه *** تعاقدتـم لا تسلموا السيد الكهلا
فان بني عمرو لئـام أذلــة *** لئن لم يكفوا عن أسيرهم الكبلا
أما الامثلة الاخرى على نكث الامويين عهودهم وهم حكام المسلمين فكثيرة . وقد مر قسم كبير منها في الفقرات السابقة .
ويلوح للباحث بأن الوفاء بالعهد ركن من أهم الاركان الخلقية التي بنى عليها الاسلام . فقد نص عليه القرآن ـ كما رأينا ـ .
والتزم به رسول الله في أقواله وأفعاله على السواء .
وفي تاريخ النبي أمثلة كثيرة تؤيد ما نقول . وقد مر بنا ذكر بعضها .
أما الامثلة الاخرى فتشير إلى وفاء رسول الله بعهده للمسلمين والمشركين على
1 ـ سيرة النبي محمد 2 | 294 .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 168