اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 108
فعرفناك ، فقال معاوية : والله لقد هممت أن أردك إليه على قتب أشرس فينفذ حكمه فيك . فسكتت ثم قالت :
صلى الاله على روح تضمنه *** قبر فاصبح فيه العدل مدفوناً
قد حالف الحق لا يغبى به ثمنا *** فصار بالحق والايمان مقروناً
قال : ومن ذاك ؟ قالت : علي بن أبي طالب . أتيته يوما في رجل ولاه
صدقاتنا . فكان بيننا وبينه ما بين الغث والسمين . فوجدته قائما يصلي .
فانفتل من الصلاة . ثم قال ـ برأفة وتعطف ـ ألك حاجة ؟ فاخبر به خبر الرجل
فرفع يده إلى السماء وقال : اللهم إني لم آمرهم بظلم خلقك ، ولا ترك حقك .
ثم أخرج من جيبه قطعة من جراب فكتب فيه : قد جاءكم بينة من ربكم
فأوفوا الكيل والميزان ، ولا تبخسوا الناس أشاءهم ، ولا تعثوا في الارض
مفسدين [1] .
ودخلت بكادة الهلالية على معاوية فسألها عن حالها ، قالت بخير .
قال . غيرك الدهر ؟ قالت : كذلك هو ذو غيره ، من عاش كبر ، ومن مات فقد .
قال عمرو بن العاص : هي والله القائلة ـ يوم صفين :
يا زيد دونك فأحتقر من دارنا *** سبقـا حساما في الترب دفينا
قد كنت أدخره ليوم كريهـة *** فاليـوم أبرزه الزمان مصونا
قال مروان وهي ـ والله ـ القائلة :
أترى ابن هند للخلافة مالكــا ! *** هيهات ـ ذاك ـ وإن أراد ـ بعيد
قال سعيد بن العاص وهي القائلة :
قد كنت أطمع أن أموت ولا أرى *** فوق المنابر ـ من أمية ـ خاطبا
فالله أخـر مدتـي فتطاولــت *** حتى رأيــت من الزمان عجائبا
1 ـ ابن عبد ربه « العقد الفريد » 1 | 211 ـ 212 .
اسم الکتاب : الصراع بين الأمويين و مبادئ الاسلام المؤلف : داود، حامد حفنی الجزء : 1 صفحة : 108