اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 94
لقد بعثني الله رحمة للعالمين ، وجعلني قدوة وهادياً للناس أجمعين ،
وقد نسبت لي الهجر طاعناً في كرامتي ، وناسباً لي ما لا يليق بشأني .
دفاع عمر :
ويندفع عمر فيقول : يا رسول الله لقد أردت بذلك أن
أحول بينك ، وبين ما تكتب في شأن علي ، ولو كنت أحتمل أنك توصي بحماية
الثغور أو بغير ذلك من شؤون الدين ، لما اندفعت إلى هذه الكلمة القاسية ،
وما نسبت لك الهجر .
الرسول : لماذا كرهت خلافة علي ؟ .
عمر : إن قريش أبت أن تجتمع النبوة والخلافة في بيت واحد ، فيجحف
أهل بيتك على الناس بجحاً ، واستجابة لعواطف قريش التي تحقد على أهل بيتك
حلت بينك وبين ما أردت في الكتابة في حق علي .
ويتألم النبي صلى الله عليه وآله ويندفع إلى الإنكار عليه قائلاً
له : « إن الله سبحانه هو الذي منح هذا البيت الرسالة فاصطفاني لاداء
رسالته وتبليغ أحكامه ، وقد اختار من أهلي علياً فجعله خليفة لي ووزيراً ،
ووصياً ، وقد كرهت قريش أن يكون من بني هاشم نبي ، فكفرت بي ، وحاربتني ،
ونصبت لي العداء فجعلت تعذب كل من آمن بي ، حتى أضحى المؤمنون بالله
وبرسوله إلى الهجرة من ديارهم وأوطانهم ، وقد كبسوني أنا وأسرتي في شعب من
شعاب مكة ، وحرموا الاتصال بي ، وحرمونا من كل شيء ، وبعد فك الحصار صمموا
على قتلي فهربت منهم ، وقد بات علي في فراشي ، فوقاني بروحه ، فأي مفاداة
مثل مفاداته ؟ .
ولما استقر بي المقام في يثرب أخذت بتبليغ رسالة الله فأثار ذلك
أحقاد قريش ، وأضغانها ، فأخذت تسعى بقوى محمومة مستعدة إلى استنهاض
القبائل ، وإثارة الأحقاد عليّ ، فخفت بجيوشها وعساكرها تناجز من الحرب
فكانت
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 94