اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 233
« أبعده الله ، قتله ذنبه ، وأقاده الله بعمله ، بعداً لنعثل
وسحقاً . . إِيهاً ذا الاصبع ، إِيهاً أبا شبل ، إِيهاً ابن عم ، فكأني
انظر الى اصبعه وهو يبايع . . يا معشر قريش لا يسؤِنكم مقتل عثمان كما أساء
احيمر خدود قومه ، ان أحق الناس بهذا الأمر لذي الاصبع » .
وخرجت من مكة الى يثرب ، فلما انتهيت الى سرف [1] لقيك عبيد بن ابي سلمة ، وكان قادماً من يثرب فاستعجلتِ قائلة له :
ـ اجتمعوا على بيعة علي فجازت بهم الامور الى خير مجاز فانهارت
أعصابك وخارت قواك ، وبلغ بك الحزن الى قرار سحيق ، وهتفتِ وانت حانقة
مغيظة ، وبصرك يشير الى السماء ثم ينخفض فيشير الى الأرض قائلة :
« ليت هذه انطبقت على هذه إن تم الأمر لابن أبي طالب ، قُتل عثمان مظلوماً والله لأطلبن بدمه » .
فذهل عبيد من منطقك الرخيص المتنافض ورد عليك باستهزاء وسخرية قائلاً :
« ولم ؟ فوالله إن اول من أمال حرفه [3] لأنتِ ولقد كنتِ تقولين : اقتلوا نعثلاً فقد كفر . .
فقلت له :
« إنهم استتابوه ثم قتلوه ، وقد قلت وقالوا ! وقولي الاخير خير من قولي الأول . . » .
وهل كنت حاضرة حينما استتابوه ، وهل لك دراية بكيفية توبته .
[1] سرف : موضع على ستة أميال من مكة ، وقيل اكثر من ذلك وقال البخاري هو شرف ، معجم البلدان 5 / 71 .