اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 216
والعصيان وأبّيتما شيعتكما من البصريين والكوفيين على قتله .
وأنت يا طلحة قد منعت وصول الماء إليه وباشرتَ حصار داره ، وأعنت
الثوار على قتله ، وكنت تمجّد فيهم روح الثورة والنضال في نفوس الثوار
للاطاحة بحكومته .
وقد نهاك علي عن منع الماء عن عثمان فكتب إليك وهو خارج المدينة يأمرك بأن تمكنّه من الماء ، وهذا نص ما كتبه إليك :
« دع الرجل يشرب من مائه ، وبئره ولا تقتلوه من العطش » وقد مر بك مجمع بن جارية الأنصاري فسألته :
ـ ما فعل صاحبك ؟
ـ أظنكم والله قاتليه .
ـ فإن قُتل فلا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل .
وكان عثمان يعلم بتحريضك عليه ، وباثارتك الأحقاد ، والضغائن ضده ، فكان يكثر من الدعاء عليك ، وكان يقول في دعائه :
« اللهم قَني طلحة بن عبيد الله ، فإنّه حمّلهم عليَّ ، والبسهم » .
« والله إني لأرجو أن يكون منها صفراً . وأن يسفك دمه ، إنه انتهك مني ما لا يحل له . . »
وقد باشرت الحصار عليه في داره ، فكنت مُقنعاً بثوب متستراً عن أعين الناس ترمي داره بالسهام .
ولما امتنع على الذين حصروه الدخول عليه من باب الدار حملتهم الى دار عمر ابن حزم الواقعة الى جانب دار عثمان فتسوروا منها .
وكنت خلال مدة الحصار أربعين يوماً تصلي بالناس ، مرشحاً نفسك للخلافة وعثمان بعد حي لم يقتل .
أعلي هو المتهم بقتل عثمان أم أنت ؟
وأين كنت يا طلحة ويا زبير عن الدفاع عن عثمان عندما كتب من في
المدينة إلى من بالآفاق يستجيرون بهم إلى إنقاذ المسلمين من جور عثمان وظلم
ولاته ، فقد كتبوا إليهم .
« إنكم إنما خرجتم أن تجاهدوا في سبيل الله عزّ وجلّ ، تطلبون دين
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 216