responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 199

وأنت يا حسان بن ثابت أيها الشاعر الموهوب الذي دافعت عن المسلمين بأدبك ، وببليغ شعرك لماذا انحرفت عن سنن الحق والعدل ؟

ألم تبايع علياً يوم غدير خم ؟

أولست أنت القائل في بيعته ؟

ينـاديهـم يـوم الغـديـر نبيهـم *** بخـم واسمـع بـالرسـول منـاديـا

فقـال فمـن مـولاكـم ونـبيكـم *** فقـالوا ولم يبـدوا هنـاك التعـاميـا

إلـهـك مـولانـا وأنـت نـبينـا *** ولم تلق منـا في الـولاية عـاصيـا

فقال له : قـم يـا علـي فـإننـي *** رضيتـك من بعـدي إماماً وهـاديـاً

فمـن كنـت مـولاه فهـذا وليـه *** فكـونوا له أتبـاع صـدق مـواليـا

هنـاك دعـا اللـهـم وال ولـيـه *** وكـن للذي عادى عليـاً معـاديـا [1]

ألم تقل هذا الشعر الرائع البليغ في بيعة علي ، فلماذا أحجمت عن بيعته ، وتخلفت عما دخل فيه المسلمون .

إن سبب ذلك هو ما أغدق عليك به عثمان من النعم والأموال فآثرت ذلك على رضا الله فلا حول ولا قوة إلا بالله وهو المستعان على ما تصفون .

وأنت يا أبا سعيد الخدري ما كان ظني بك أن تبلغ الى هذا القرار السحيق فتنحرف عن علي ، وقد علمت مكانته ، ومنزلته مني ، وأنه خير من خلفته في أمتي ، وقد رويت عني الشيء الكثير مما قلته في حقه ، أليس الواجب عليك أن تبادر الى بيعته ، وان تقوم بمساندته ، وتشد عضده ولكن يا للأسف تخلفت عن بيعته لتسدي بذلك يداً على بني أمية وعلى آل ابي معيط ، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون والأمر لله وحده .

ويلتفت النبي صلى الله عليه وآله الى بقية القِعّاد فيقول لهم :

وماذا نفحتم من اخي ووصيي فلمَ لم تبايعوه ، فهل ظننتم إنّه يستأثر باموال


[1] الغدير 2 ـ 34 .

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 199
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست