ألم تقل هذا الشعر الرائع البليغ في بيعة علي ، فلماذا أحجمت عن بيعته ، وتخلفت عما دخل فيه المسلمون .
إن سبب ذلك هو ما أغدق عليك به عثمان من النعم والأموال فآثرت ذلك
على رضا الله فلا حول ولا قوة إلا بالله وهو المستعان على ما تصفون .
وأنت يا أبا سعيد الخدري ما كان ظني بك أن تبلغ الى هذا القرار
السحيق فتنحرف عن علي ، وقد علمت مكانته ، ومنزلته مني ، وأنه خير من خلفته
في أمتي ، وقد رويت عني الشيء الكثير مما قلته في حقه ، أليس الواجب عليك
أن تبادر الى بيعته ، وان تقوم بمساندته ، وتشد عضده ولكن يا للأسف تخلفت
عن بيعته لتسدي بذلك يداً على بني أمية وعلى آل ابي معيط ، فإنّا لله وإنّا
إليه راجعون والأمر لله وحده .
ويلتفت النبي صلى الله عليه وآله الى بقية القِعّاد فيقول لهم :
وماذا نفحتم من اخي ووصيي فلمَ لم تبايعوه ، فهل ظننتم إنّه يستأثر باموال