responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 156

الحكم بن أبي العاص

ونفيتُ هذا الرجس الخبيث الى الطائف ، وقلت لا يساكنني [1] وذلك لما لاقيت منه من الأعتداء والاستهانة بكرامتي وقد حارب الاسلام ، ومنع الناس من الدخول في دين الله [2] وقد حذرت المسلمين منه فقلت فيه : « إن هذا سيخالف كتاب الله وسنّة نبيه ، وستخرج من صلبه فتن يبلغ دخانها السماء » فقال لي بعض أصحابي : هو أقل وأذل من أن يكون هذا منه ، فقلت لهم بلى وبعضكم يومئذ شيعته [3] .

وظل هذا الخبيث منفياً طيلة خلافة الشيخين ، وقد توسطت عندهما في إطلاق سراحه فلم يستجيبا لك ، وظل مبعداً منفياً يلاحقه الخزي والعار .

ولما آل الأمر إليك أصدرت قرارك بالعفو عنه فقفل راجعاً الى يثرب وهو يسوق تيساً ، والناس ينظرون الى رثة ثيابه وسوء حاله فدخل دارك ثم خرج من عندك وقد كسوته جبة خز ، وطيلسان [4] وأعطيته مائة الف [5] .

ولم تكتف بهذا الإحسان عليه ، فقد وليته صدقات قضاعة ، وقد بلغت ثلاث مائة الف درهم فوهبتها له [6] .

لقد آويت طريدي ، ومنحته أموال الصدقة التي جعلها الله للفقراء والمحرومين وذوي الحاجة فكيف ساغ لك ذلك ، والأمر لله ، وهو المستعان على ما تصفون .

هذه بعض هباتك وعطاياك للامويين ، ولآل أبي معيط ، وقد خالفت بذلك سنّتي ، وصددت عن شريعتي فإني لم أجز بأي حال لولي الأمر أن ينفق


[1] انساب الاشراف 5 ـ 28 .

[2]ـ تأريخ ابن كثير 8 ـ 70 .

[3]ـ كنز العمال 6 ـ 39 .

[4]ـ تأريخ اليعقوبي 2 ـ 41 .

[5]ـ المعارف ص 84 .

[6]ـ انساب الأشراف 5 ـ 28 .

اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي    الجزء : 1  صفحة : 156
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست