اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 118
في العطاء ، وقد سار على ذلك ابو بكر ، ولكن لما آل اليك الأمر
انتهجت في سياستك الى ايجاد الطبقية فقدمت البدريين على من سواهم ،
والمهاجرين على الأنصار ، وامهات المؤمنين على غيرهن [1] .
وقد استدعى فرض نظام العطاء تصنيف الناس بحسب قبائلهم واصولهم فنشط
النسابون لتدوين الأنساب ، وتصنيف القبائل بحسب اصولها ، وقد تحددت معالم
الرابطتين العدنية واليمانية ، وتحددت معالم الأصول القبلية .
وكان لهذا التدوين اثره في تمسك القبائل بانسابها ، وتعصبها لنسبها
، واعتزازها به ، وميلها الى من تربطها بها رابطة القربى ، فأدس ذلك من
طريق غير مباشر إلى ظهور الروابط القبلية وشيوع المعارف النسبية ، واعقب
ذلك ظهور العصبية في صورها المختلفة .
وإني قضيت على هذه الأمراض التي تنخر في جسم المجتمع ، وابدت جميع
العنعنات العنصرية ، وقد ادت سياستك هذه الى ظهور تلك النزعات بجميع
الوانها البغيضة .
تشطير أموال العمال :
كنت تحاسب عمالك في كل سنة وهو حسن الا انك كنت تشاطرهم أموالهم فقد دعيت عاملك على البحرين أبا هريرة فقلت له :
« علمت أنه استعملتك على البحرين ، وانت بلا نعلين ، ثم بلغني أنك ابتعت أفراساً بالف وستمائة دينار ؟ » .