اسم الکتاب : الرسول الاعظم صلي الله عليه و آله و سلم مع خلفائه المؤلف : باقر شريف القرشي الجزء : 1 صفحة : 107
« إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ، ولا تحسسوا ولا تجسسوا ، ولا
تناجشوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تدابروا ، ولا تباغضوا ، وكونوا عباد الله
إخوانا . . » [1] .
لقد كان تقحمك بيوت الناس بغير حق ، وبغير وجه مشروع ، فقلت كنت
تلج البيوت مفتشاً عن آثام الناس وعوراتهم ، أفهذا من سنتي ، ومن شرعتي ؟!!
.
لقد خرجت في غلس الليل البهيم ومعك عبد الله بن مسعود ، فرأيت ضوء
نار في بعض البيوت فاتبعته ، حتى دخلت الدار وحدك ، فإذا شيخ جالس ، وبين
يديه شراب ، وقينة تغنيه ، فلم يشعر الشيخ بهجومك عليه ، فصحت في وجهه فقلت
له :
« ما رأيت منظراً أقبح من شيخ ينتظر أجله ؟ !! » .
فرفع الشيخ إليك رأسه ، ورد عليك قائلاً :
« بلى صنيعك أنت أقبح مما رأيت مني ، إذ تجسست ، وقد نهى الله عن التجسس ، ودخلت بغير إذن » .
فتحيرت في الجواب ، والدفاع عن نفسك ، وقلت له صدقت ، ثم خرجت على ثوبك تبكي [2] .
وكان اللازم عليك ان تعاقب هؤلاء المتمردين بعدما اطلعت عليهم ،
ولكنك لم تتخذ معهم أي اجراءات ، فهل كان خروجك للتجسس لأجل النزهة ،
وترويح النفس ، أو التلذذ بمشاهدة المخمورين ، ان تسامح الحاكم يؤدي الى
تمرد المجرمين في إجرامهم ، وانطلاقهم في ميادين الإثم .
12 ـ درؤك الحد عن المغيرة :
ومن الدواهي عدم إقامتك الحد على المغيرة بن شعبة لأنه كان أثيراً عندك ،
[1] الفتوحات الأسلامية 2 ـ 477 ، الرياض النضرة 3 ـ 46 ، الدر المنثور 6 ـ 93 .