اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 85
ان بعض الناس المتأثرين بالغرب يقولون : لماذا حرّم الاسلام لحم
الخنزير ؟ وهذا اللحم لا ضرر فيه . واذا كان لحم الخنزير يولد انواع الدود
وبالاخص ( الدودة الوحيدة ) في البطن فان تقدم العلم طبياً جعل مضاداً لهذا
الدود وقضى عليه ، فلماذا اذن بقي أكل لحم الخنزير حراماً ؟!
والجواب على هذا السؤال واضح جداً ، فالذين يسألون هذا السؤال لا
ينظرون لاسباب التحريم الاّ من باب واحد فلو فرضنا ان الحم الخنزير يخلو من
الأضرار المتلفة للجسم ولكن تبقى الاضرار الروحية التي لا يمكن انكارها .
فالخنزير حيوان قذر منبوذ الى ابعد مدى ، وان حيواناً صفاته هكذا فكيف يكون
لحمه ؟ اذن ، ما كان عالقاً في ظاهره ينقله بلحمه المأكول الى الانسان .
وهذا مما لا شك فيه وقد جاء في القرآن في ( الآية 42 من سورة المائدة )
أنّه تعالى ينعت اليهود بـ ﴿ آكّالون للسحت ﴾ [1] وهذا صريح وانذار جدّي للذين يأكلون الطعام الحرام . وهؤلاء اليهود عبدة البطون هم دائماً حجر عثرة في طريق الدين والقانون .
ان اضرار اكل الحرام الجسمية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والاقتصادية واضحة لكل ذي عين بصيرة وهي أحد اكبر الاخطار التي
(1) السحت ( على وزن الجفت ) ومعناه سلخ الجلد . وكل مال غير مشروع يقال
له سحت لان هذه الاموال تبعد الانسان عن الصفات العالية والنشاط والبركة
الاجتماعية .
اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 85