اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 451
الاستغفار درجة العليين ، هو اسم واقع على ستة معان ، أولها الندم
على ما مضى ، والثاني العزم على ترك العود اليه أبداً ، والثالث أن نؤدي
الى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله املس ليس عليك تبعة ، والرابع أن تعمد
الى كل فريضة عليك ضيّعتها فتؤدي حقها ، والخامس أن تعمد الى اللحم الذي
نبت على السحت فتذيبه بالأحزان ، حتى تلصق الجلد بالعظم ، وينشأ بينهما لحم
جديد ، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية ، فعند
ذلك تقول : « استغفر الله » [1] .
وعلى هذا الاساس نحصل على ان شرائط قبول التوبة اضافة الى ترك الذنب والعزم على تركه ، جبران ما أضاعه الذنب .
فمثلاً في مسألة قذف المرأة الطاهرة ، فقد جاء في القرآن الكريم ان يجلد القاذف ثمانين جلدة ، وبعده قال سبحانه :
﴿ إلاّ الّذين تابوا من بعد ذلك و أصلحوا ﴾ ( النور ـ 5 ) .
فجملة « أصلحوا » تبين لنا ان الشرط المهم في قبول التوبة هو جبران ما أضاعة الذنب . وهناك شرط آخر هو الاقرار بالذنب .