اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 239
الحالة يكون قد ارتكب ذنباً كبيراً وهو ( خراب الطريق ) . اذن فان
عمله الحسن رفع الصخرة عن الطريق لا اعتبار له ولا اثر له وقد احبطه بعمله
السيء الآخر . وعلى هذا الاساس فان الذنوب الكبيرة تحبط الاعمال الحسنة .
كما تكبر ابليس ولم يسجد لأمر الله سبحانه ( في مسألة السجود لآدم ) فقد
احبط « ستة آلاف سنة من العبادة » [1] التي عبد بها ابليس الله سبحانه
وتعالى . فيجب الانتباه الى ان الانسان المذنب لا يستطيع ان يغتر باعماله
الحسنة ، اذ سرعان ما تحبط بسبب الذنوب التي يرتكبها .
الآثار المعنوية الرديئة التي يخلفها الذنب :
إنّ تكرار الذنب والاستمرار عليه يؤدي الى ظلمة القلب ومسخ
الانسان عن انسانيته وتحوليه الى حيوانٍ يملك الصفات الحيوانية كلها ،
ويكون مقترفاً للذنوب الكبيرة . فعلى سبيل المثال : ان المذنب اذا شرب
الخمر لاول وهلة تراه يتردد ويتعذب وجدانه لانه مسلم ، ولكن في الوهلة
الثانية يكون الشرب ابسط بكثير من الوهلة الاولى وهكذا الى ان يعتاد عليه .
نعم الاستمرار على ارتكاب الذنب يجعل المذنب يقترف الذنوب الكبيرة بكل
سهولة .
في الآية 108 من سورة النحل نقرأ :
﴿ أولئك الّذين طبع الله على قلوبهم وسمعهم وأبصارهم
[1] جاء في نهج البلاغة الخطبة 192 ( .... إذ حبط عمله الطويل .... ) .
اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 239