responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن    الجزء : 1  صفحة : 201

عثمان بن مظعون هو أحد الصحابة المؤمنين والبارزين والمقربين من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، جائت زوجته يوماً الى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) شاكية زوجها بقولها : « يا رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ان عثمان صائم في النهار قائم في الليل ولم يعتن بحياته وبيته » . فلما سمعها الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بان الغضب على وجهه وذهب الى عثمان فوجده يصلي ، فلما فرغ قال له الرسول الاكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « يا عثمان لم يرسلني الله بالرهبانية ولكن بعثني بالحنيفية السمحة ، أصوم وأصلي والمس أهلي » [1] .

مع الانتباه الى الرواية السابقة يتبين لنا ان الحد الفاصل بين « الزهد » و « ترك الدنيا » دقيق للغاية ، وكثيراً ما نرى في التاريخ الاسلامي افراداً تحت عنوان الزهد تركوا الدنيا والسياسة والامور المادية وسلكوا طريق الرهبانية ، ونتيجة سوء الفهم والمعرفة بالزهد الاسلامي الحقيقي سلكوا تلك الطريق التي نهى عنها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

وبعبارة أوضح ان الزهد معناه عدم ربط القلب وتعلقه بالدنيا ، وليس معناه ترك الدنيا وما فيها . كما فعله ابراهيم الأدهم وابو يزيد البسطامي الذين هم بعيدون كلّ البعد عن الزهد . ولكن الزهد بكل ابعاده قد تمثل في امير المؤمنين ( عليه السلام ) فهو ازهد الزاهدين حيث كان يحضر في المجتمع وله دور مهم في السياسة والزراعة وكل نواحي


[1] وسائل الشيعة ج 14 ص 74 .

اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن    الجزء : 1  صفحة : 201
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست