اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 188
فاعطاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الدرهمين ، فقال له :
اتّجر بهما وتصرف لرزق الله ، فاخذهما سعد ومضى مع رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) حتى صلى معه الظهر والعصر ، فقال له رسول الله ( صلى الله
عليه وآله وسلم ) : قم فاطلب الرزق فقد كنت بحالك مغتماً يا سعد ، قال :
فاقبل سعد لا يشتري بالدرهم الاّ باعه بدرهمين ، ولا يشتري شيئاً بدرهمين
الاّ باعه باربعة دراهم ، واقبلت الدنيا على سعد فكثر متاعه وماله وعظمت
تجارته ، فاتخذ على باب المسجد موضعاً جلس فيه وجمع تجارته اليه ، وكان
رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) اذا أقام بلال الصلاة يخرج وسعد
مشغول بالدنيا لم يتطهر ولم يتهيأ كما كان يفعل قبل ان يتشاغل بالدنيا ،
فكان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول : يا سعد شغلتك الدنيا عن
الصلاة ؟ فيقول : ما أصنع ؟ أضيع مالي ؟ هذا الرجل قد بعته فاريد ان أستوفي
منه ، وهذا رجل قد اشتريت منه فاريد أن أوفيه ، قال : فدخل رسول الله (
صلى الله عليه وآله وسلم ) من أمر سعد غم أشد من غمّه بفقرة ، فهبط عليه
جبرئيل ( عليه السلام ) فقال : يا محمد ان الله علم بغمّك بسعد ، فايما احب
اليك ، حاله الاولى أم حاله هذه ، فقال له النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) : يا جبرائيل بل حاله الاولى قد أذهبت دنياه بآخرته ، فقال له
جبرائيل ( عليه السلام ) ان حب الدنيا والأموال فتنة ومشغلة عن الآخرة ،
قال : قل لسعد يرد عليك الدرهمين اللذين دفعتهما اليه ، فان أمره سيصير الى
الحالة التي كان عليها أولاً ، قال : فخرج النبي ( صلى الله عليه وآله
وسلم ) فمرّ بسعد فقال له : يا سعد أما تريد أن تردّ عليّ الدرهمين الذين
اعطيتكهما ؟ فقال سعد : بلى ومائتين ، فقال له :
اسم الکتاب : الذنب اسبابه و علاجه المؤلف : القرائتي، محسن الجزء : 1 صفحة : 188