اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 69
نبينا محمد صلى الله عليه وآله ولما ولد صلى الله عليه وآله آمنا
به وبما جاء به ، لانهم سمعوا من علماء عصرهم أنه يأتي رسول في الحجاز من
قريش أن ابويه يموتان ويبقى يتيما في حجر جده وعمه إلى ان يبعث ، فلذلك ما
زالا يخبران الناس أنه صلى الله عليه وآله له نبأ عظيم ، وكانا يأمران
أولادهما وأقرباءهما باتباعه ، وكانا يصران على ذلك ، كما تقدم فيما ذكرناه
من وصاياهما عليهما السلام ، وحيث أنهما آمنا بالله وبرسوله صلى الله عليه
وآله وماتا على ذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يخبر عن حالهما في
الاخرة ، وكان بيين لاصحابه علو مقامهما في الآخرة ، فاليك بعض ذلك : ففي
كتاب ( الدر المنثور ج 6 ص 409 ) طبع مصر سنة 1314 ه خرج بسنده عن ابي
سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : بعثت ولي
أربعة عمومة ، فأما العباس فيكنى بابي الفضل إلى يوم القيامة ، وأما حمزة
فيكنى بابي بعلى فأعلى الله قدره في الدنيا والاخرة ، وأما عبد العزى فيكنى
بابي لهب فادخله الله النار وألهبها عليه وأما عبد مناف فيكنى بابي طالب
فله ولولده المطاولة والرفعة إلى يوم القيامة .
( قال المؤلف ) تأمل في الحديث تعرف الحق وتعرف أحوال أعمام النبي
صلى الله عليه وآله بما بينه وصرح به صلى الله عليه وآله ، فانه مدح
المؤمنين منهم ودعا على الكافرين منهم ، فلو كان أبو طالب عليه السلام
مشركا كابي لهب لدعا عليه وذمه فانه صلى الله عليه وآله كان فيبياناته
مبينا للحق والصواب لم يراع القرابة ، فلو كان يراعي القرابة لما ذم أبا
لهب ودعا عليه بما تقدم ، وفي كتاب شرح نهج البلاغة لابن ابي الحديد
الشافعي ( ج 14 ص 68 طبع ثاني ) قال احتجوا في اسلام آباء النبي صلى الله
عليه
اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 69