اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 165
ما فعل ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ، إلا أن يقول قائل : أبو
بكر ثم ملك أخو عدي ، فاجتهد وشمر عشر سنين ، فما عدا أن هلك حتى هلك ذكره ،
إلا أن يقول قائل : عمر ، وإن ابن أبي كبشة ليصاح به كل يوم خمس مرات :
أشهد أن محمدا رسول الله : فاي عمل يبقى ، وأيذكر يدوم بعد هذا لا أبا لك ،
لا والله الا دفنا دفنا ( ثم قال ابن أبي الحديد الشافعي ) : وأما أفعاله (
أي أفعال معاوية ) المجانبة للعدالة الظاهرة ، من لبسه الحرير ، وشربه في
آنية الذهب والفضة ، حتى انكر عليه ابو الدرداء فقال له : إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم يقول : إن الشارب فيهما ليجرجر في جوفه
نار جهنم : فقال معاوية : أما أنا فلا أرى بذلك بأسا ، فقال ابو الدرداء :
من عذيري من معاوية ، أنا أخبره عن الرسول صلى الله عليه ( وآله ) وسلم وهو
يخبرني عن رأيه ، لا أساكنك بارض أبدا ( ثم قال ابن ابي الحديد ) : نقل
هذا الخبر المحدثون والفقهاء في كتبهم .
في باب الاحتجاج على أن خبر الواحد معمول به في الشرع ، وهذا الخبر
يقدح في عدالته ( أي عدالة معاوية ) كما يقدح أيضا في عقيدته ، لان من قال
في مقابلة خبر قد روي عن رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : أما أنا
فلا أرى به بأسا فيما حرمه رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم ، ليس
بصحيح العقيدة ، ومن المعلوم أيضا من حاله ( أي من حال معاوية ) استئثاره
بمال الفئ ، وضربه من لا حد له ، واسقاطه الحد عمن يستحق إقامة الحد عليه ،
وحكمه برأيه في الرعية ، وفي دين الله ، واستلحاقه زيادا وهو يعلم قول
رسول الله صلى الله عليه ( وآله ) وسلم : الولد للفراش وللعاهر الحجر ،
وقتله حجر بن عدي وأصحابه ولم يجب عليهم ا
اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 165