اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 133
وأولاده وماله حتى انتشر الدين الاسلامي والشريعة المحمدية ، فان
من المعلوم الواضح المحقق أن والدي النبي صلى الله عليه وآله كانا مؤمنين
لقوله تعالى ( وتقلبك في الساجدين ) فالساجد لله لا يكون إلا مؤمنا موحدا
وإن أخاه من الرضاعة وهو ابن حليمة السعدية كان مسلما مؤمنا حتى مات ،
وكذلك عمه وناصره وكافله أبو طالب عليه السلام كان مؤمنا موحدا بتصريحاته
في اقواله شعرا ونثرا ، والشاهد على ذلك أقواله ( ع ) القيمة في وصيته عند
موته لاولاده وعشيرته من قريش وغيرهم ، واليك ما أوصى به أبو طالب عليه
السلام وذكره الحلبي في سيرته ( ج 383 1 ) وذكره أيضا صاحب تاريخ الخميس ( ج
1 ص 339 ) قال : إن أبا طالب لما حضرته الوفاة جمع إليه وجهاء قريش
فاوصاهم ، وكان من وصيته أن قال : يا معشر فريش أنتم صفوة الله من خلقه ،
وقلب العرب ، فيكم المطاع ، وفيكم المقدم الشجاع ، والواسع الباع ، لم
تتركوا للعرب فيالمآثر نصيبا إلا أحرزتموه ، ولا شرفا إلا أدركتموه ، فلكم
بذلك على الناس الفضيلة ، ولهم به اليكم الوسيلة ، أوصيكم بتعطيم هذه
البنية ( أي الكعبة ) فان فيه مرضاة للرب ، وقواما للمعاش ، صلو أرحامكم
ولا تقطعوها ، فان في صلة الرحم منشأة ( أي فسحة ) في الاجل ( أي سبب لطول
العمر ) وزيادة في العدد ، واتركوا البغي والعقوق ففيهما هلكت القرون قبلكم
، أجيبو الداعي ، واعطو السائل ، فان فيهما شرف الحياة والمماة ، وعليكم
بصدق الحديث ، وأداء الامانة ، فان فيهما محبة في الخاص ومكرمة في العام ،
وإني أوصيكم بمحمد خيرا ، فانه الامين في قريش ، وهو الصديق في العرب ، وهو
الجامع لكل ما أوصيكم به وقد جاء بأمر قبله الجنان وانكره اللسان مخافة
الشنئان ( أي البغض ) ( وهو لغة في الشناآن ) وأيم الله كأني أنظر إلى
صعاليك العرب
اسم الکتاب : أبو طالب عليه السلام حامي الرسول و ناصره صلي الله عليه و اله و سلم المؤلف : العسکری، نجم الدین جعفر الجزء : 1 صفحة : 133